12/28/2016

البحث عن الديمومة ..


وبالرغم من أننا نعتقد دينياً بأن الحياة ليست حياة قرار ، وبرغم ايماننا العميق بأنها مرحلة مؤقتة ، إلا أن الكثير منا يبحث عن الديمومة ليس فقط في الأوضاع المعيشية ، بل وفي العلاقات أيضاً ، مخالفين أهم قانون من قوانين الطبيعة الدنيوية ، ألا وهي أن ثبات الحال من المحال ! وأن التغيّر والتبدل من السمات الأساسية للأشياء وللكائنات الحية أيضاً .
إن الديمومة لا تدل بالمطلق على النجاح ، فعلى سبيل المثال ، دراسياً وعملياً لابد من خوض بعض تجارب الفشل لتحصيل النجاح ، وإني أعتقد بأن استمرار علاقة ما ، كالزواج والصداقة لا يدل على النجاح بالضرورة ، وإنما يكون النجاح برضا كلا الطرفين عن هذه العلاقة معظم الوقت ، وبغض النظر إن طالت مدة العلاقة أو قصرت ، فستبقى علاقة ناجحة وإن لم تستمر طويلاً . إلا أننا من الجانب الآخر نخشى التغيير ونخاف الفقد ، ونرتبط عاطفياً بكل ما نمر به وما يمر بنا ، وهذا يفسر بقاء البعض في اوطانهم رغم سوء أحوالهم ، رافضين تطوير الذات مهنياً او معيشيا في مقابل مفارقة الوطن عدة سنوات ، وهذا ما يفسر أيضاً ارتباطنا بعلاقات وإن كانت تسبب لنا الإزعاج أو التعاسة في أسوء الأحوال ، متمسكين بالمثل الشهير القائل ( اللي تعرفو أحسن من اللي ما تعرفوش ) رغم ان العكس أحياناً يكون صحيحاً !
فلتكن خياراتنا أوسع من حدودها الضيقة ، فلا يعقل أن نُصاب بحالة من الثبات والجمود وكل ما حولنا يتغير ويتبدل ، ولا متعة أكبر من متعة اكتشاف الذات ، قدراتها وخفاياها ! ومن ثم التعامل معها بمرونة لتستطيع التأقلم مع كل متغير يحدث حولها . بل لتكون هي المتغير الرئيس في الحدث ، فلا عجب أن بعض الأشخاص تصنعهم الأحداث ، والبعض الآخر هم من يصنعها ، فالتغيير المستمر هي علامة ايجابية على تطور الإنسان بشكل عام ، لأن تطور الإنسان لا يقتصر على النمو الجسدي ، بل يرافقه نمو فكري ومعرفي ، وهذا لا يتعارض مع الاستقرار ، بل ينبغي أن يتماشى معه ويوازيه . ولنتذكر دوماً بأن 
الوقت لا يعوض .


12/02/2016

أنْشودَةُ الْقَدَر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَيْلٌ غَفا على نُهودٍ هَدَّها الْألَم
والصُّبْحُ يَلْهو في مَواخيرٍ بِها ارْتَهَن
وَالْوَقْتُ لعْبَةٌ لِأعْداءٍ لَنا رَسَن
وَالْعَقْلُ جُنَّ والْوُجودُ دَم
وَأرْضُنا تَصيحُ مِنْ أبْنائها الْهَمَل
فَمَنْ لِأُمٍّ ذَلَّها سَفَلَةُ الذِّمَم
وَمِنْ نَجيعِها فَقَدْ ضَجَّ لَهُ الْعَدَم
تَدورُ والدَّمْعُ بها تَسْقي بهِ الدِّيَم
وَاللّيْلُ لا يَتْرُكُ أنْثاهُ بلا شَجَن
عَزْفٌ مَريرٌ مَزَّقَ الآهاتِ تُمْتَهَن
تَتْلو على أبْنائها أُنْشودَةَ الْألَم
عُمْيٌ وَصُمٌّ دَبَّ فيهِمْ تَلَفُ الزَّمَن
حُثالَةٌ وَفي الْوُجودِ آيَةُ النَّدَم
ألَم ..
نَدَم ..
ألَم ..
والْأرْضُ لِلْجَزَّارِ مِلْؤها ..
غَنَم .
نَعَم ..
غَداً نَصيرُ سادَةً وَسَوْفَ نُحْتَرَم !
وَسَوْفَ يَغْدو عَيْشُنا بالسَّمْنِ وَالْعَسَل !
وَالذُّلُّ مِنْ حَياتِنا غادَرَنا ارْتَحَل !

والْفَقْرُ وَلَّى والْفَقيرُ عاشَ بالنِّعَم !
!!!!!! أُمَّاهُ فُكّي قَيْدَنا بِيَدِكِ الرَّسَن 
 !شِخْنا وأصْفادٌ لَنا زَرَدُ الْحَديد
أطْلِقْ إلهي الرُّوحَ مِنْ قُمْقُمِها الْعَنيد
تَمُرُّ أحْلامٌ تَموتُ مِنْ أسىً شَديد
وَالشَّمْسُ تأتي بالْجَديدَيْنِ وَلا جَديد
( والْموتُ ، والْميلادُ ، والظَّلامُ ، والضِّياء ؛)
زَغْرودَةُ الْأمَل
وَصَرْخَةُ الْكَفَن
أنْشودَةُ الْحَياة
أنْشودَةُ الْألَم
  .. إرادَةُ الْقَدَر
بالْعَدْلِ والسَّلام
بالْحُبِّ والْقَمَر
يَحْيا الْبَشَر
مِنْ غَيْرِها فَالْعَيْشُ في خَطَر
واغْسِلْ إلهي أرْضَنا بالْحُبِّ والْمَطَر
حتّى تَصير جَنَّةً نَجلو بها النَّظَر
فَما اجْتَرَحْناهُ بِحَقِّنا
جَريمَةٌ .. جَريمَةٌ لَيْسَتْ بلا ثَمَن

10/19/2016

الحزن ليس بخليل


 ..عالمنا ،  تسوده الحروب و الهموم  والأحزان  والغموم  

حروف  كهذه لا يسعها إلا أن تحمل كل المآسي معها  مصطحبة  بذلك  ريح السواد التي 
..امتلأت بها صدر  وقلب كل  واحد منا
  فما عاد للفرح من معنى في ظل تواجد من يعكر صفو تواجدنا ..
فعجزنا..
 هلكنا..
 تعبنا.. 
وما عاد للعين من متسع للتأمل 
 ما عاد القلب يحوينا..  
 و ما للعقل من كينونة باقية للتحمل والصبر، ومكابدة  الانتكاسات  
ذروتنا تهكمت على أيدي من هم أصغر شأنا إلى أكبرهم ،هم لا يحسون  بل بالأحرى هم  متغطرسون ّ   أنوفهم ما تلمس جبهة أرضهم
 ..فالأنفاس ضجرت واحتبست
 ، أصبحت أرواحنا جاثية على مرأى من أبصارنا آيلة للسقوط في حياة  برزخية  تاركة حياة  فانية بالية متدنسة بأفعال من هم مثلنا  ، أو بمعنى أدق من هم من بني جنسنا...
  ، أصبحت هاته الحياة  غير سوية... لا تعرف للمساواة  طعما  ولا للعدل حقه 
أصبح الإنسان متخبطا 
فإن سعد يوما 
  فتلك ليست إلا لوهلة فقط ً
فأنت عند التفاتك إلى حال زمانك و أحوال مكانك سواء عبر التلفاز كي ترى مايحدث في العالم أو أمام مرأى من بصرك...ذلك كله يخلف لك لي و لكل الناس  سجايا مبهمة ً .. لا تعرف ما لها  وما 
عليها...  
 .. فتحتار تلك الأحاسيس ما بين الفرح  والحزن ،   أحاسيس  تاهت بين الحق  والباطل
 أنت
 كانوا قد هنئوك بأناقة حزنك
"فأرثيت نفسك  وأجبت بكلمات مغمغمة    .. شكرا
 كانوا قد رأوا فيك حسن الكلام ، وأنت رأيت في نفسك أصالة الأحزان 
وقفت شامخا كالجبل  لكنك برهنت لهم أنك كحبات آلمطر..
 ، هم
 أناس  جردوك  فتركوك في مكانك  جاثي الركب  
غيروك من سيء إلى أسوء
.. أبكوك
.. ظلموك
 حاسبوك ببطش جرمهم
.. بزور قولهم  وببهتان زينتهم المنمقة على ألسنتهم 
أنت 
أثبت  لنفسك قبل أن تثبت لمن حولك 
.. أنك وفي  لحزنك قبل ألمك

أجريت اتفاقا مبرما بينك  وبين الحياة  أعلنت فيه

 لا هجران  ولا فراق
... للأحزان  والأمان 
..أمان القلب بغربة الروح عن الجسد
أنت
..إتخذت الكمان كآلة تعبر عما يدور في خلدك من أحاسيس حفت بك  وبصدرك    
.. أتقنت العزف عليها  وأخرجت ما في جأشك عبر كل وتر من أوتارها
 كل من رأى ابتسامتك  
..ظن أنك من الهانئين الفرحين 
.. عشت  مسالما مع نفسك ورغم هذا شهد جسدك غربة 
.... لا من هجران حبيب أو فقد عزيز بل
 ..   بل من انقراض روح تتنفس في دنياك بلا ويلات ٍ
روح ألفت الغربة عن الجسد
...  و بقيت هي كذلك تاركة كل عين أصابها الحسد
 ..روحك أنت عرفت الموت بلا مجيء ملك الموت ليقبضها
 ، فيا صديقي   عش الجنون بشتى أركان تفاصيله ، خاطب تلك  الروح  التي كلْت بكلمات مملوءة 
.. بتلك النبرة  المفعمة بالطاقة التي تبتر كل حزن،  كل ظلمة عاشت فيها الروح البالية 
 إياك ، أن تحمل خصالهم و تصبح مثلهم 
فبهاته الحال ستصبح  ممن  يغيث سعادتنه بين سكرات أحزانه... 
فإستيقظ من الأحلام السرمدية ، فقد تأخر الوقت ، و لم يعد لروحك ان تتحمل المزيد 
ٱنظر لقلبك ، يكفيه نزيفا ،
فلتتخلص من تلك الأمواج العاتية آلتي ترتطم برأسك ، مخلفة لك صداع دائم ، تغوص بك أحيانا في ظلمات و  جعك و  تسير بك في طرقات بؤسك، 
 ستندم بلا شك إن تغاضيت عن واقعك  .. واصلت الحلم  
،فلتسترجع شهيات الوجود و دغدغته الملحة 
،  اعد تشكيل نفسك 
حاول قدر المستطاع 
، و إن لم تستطع فحاول الا تبتذلها ابدا بالإحتكاك الزائد بالعالم
و بالحركة 
.. و الكلام الزائد و الأشخاص الزائدين
..   لا تبتذلها بالجرجرة هنا و هناك ، و تعريضها للسخافات اليومية 

 عله آن أوانك أن تشفق على نفسك ولو القليل حتى.. لكي تنهض بها... لن تقول و تبرر أنك ضجرت من حزنك.. كلا   .. ستصرخ بأن جنونك أبى هذا الحزن وهوى الفرح و  السير على خطى وقع السعادة  التي لطالما سمع عنها ولم يرها متجسدة   في هذا الجسم الذي قد أخذ من الوهن ما يكفي... 

. فلتصطد ابتسامتك لكي ترضي ذاك العقل المشحون بالجنون..فالرتابة نقطة سوداء،  فلتمحوها من قاموسك  
وإجعل التغييرمنطلقا لتثري به أبجديات حياتك.
  المهم. يا صديقي
إن غرض الحياة  أن تأخذك في رحلة طويلة متعددة  التفاصيل تريد منك أن تعلمك بتجاربها المتعددة   والمتكررة  قصد  صنع  شخص لا يعرف طعم الفشل  واليأس قط..  
  فإن وجدت نفسك تعيش بقلب طيب  وروح طفل ٍبريء وأنفاس رضيع لا يناهز السنتين وعقل إنسان خاض تجارب عدة   ولازال...  فحينها لا تتحرج...  لا تخبئها ..لا تتهرب   
من ذلك الإحساس الذي انعدم في جوف كل واحد منا  
أليس من المحزن أن نعيش في عالم لا تشرق الشمس فيه ؟؟ 
لنتخلى .. لننسى .. لنطلق أجنحتنا و لنولد أنفسنا من جديد .. فلا شيء في الحياة يستحق الحداد .. 

لا تمتثل لأوامر تلك النفس التي هزمتها عوامل الدنيا  وجعلت من السنين  ّ . اياما تمر ّ مر ّالسحاب 

..      ٍليال تخط بخطاها نحو المجهول 
رغم ذلك كله لا تذعن بسهولة نحو الفشل  
افرح،.. لا تجثو على الأرض بل قف وقاوم  
 ، و اعلم أن الحقيقة الجلية هي في إيضاح مسلك دربك  
..غيرك سقط أما أنت فلا  
اعرف قيمة نفسك .. حدد أهدافك و ارسم طريقك .. أحب الحياة حتى و ان كنت في عالمك وحيدا ....
 ..إجعل للحياة ديدن جديد ..
.فقدم لنفسك وردة 
 قدم لنفسك وردة   ولا تنتظر من يد أن تهديها لك
.. قدمها لنفسك قبل أن يقدمها إليك أحد ..تنفس الحياة  برئتيك أنت 
..عش بمبادئك أنت   
ساير دنياك  بقاموس أنت المشرف على تنميقه و نسجه 
 ِّقبل  أرضك وارفع بصرك ّللسماء  وأطلق يديك... وافتح فاهك و عبر ِّ وقل للحياة.. 

 ..  إنني أنا .. إنّني إنسان ِ و

 الحزن ليس بخليلي

10/16/2016

بلا صديق


لن أقول أين نحن من كلمة صديق
لن ألوم ولن ألام
لن أكون أكثر دقة مما ستسطره أحرفي
فالصديق الآن لا يعاب عليه إلا إن كان رفيقا للنبض
خليلا لنفس باشرت شهيقها ليتبع هو بدوره تلك الزفرة
كي لا يجعله وحيدا منفردا في أنفاسه
لا هي بحياة وردية ولا مقام الصداقة بقي مقاما مترفعا عن بقية المقامات الأخرى من 
المجتمع البشري

أعلم ان البعض منا يدرك مكان الرفيق
فيكون رفيقا على أكمل وجه
متخذا لصفات لا يحملها إلا نبض قلب
لا يعرف معنى الخيانة أبدا
خيانة العهد
خيانة للنبض
خيانة تلك الأيادي التي منذ أن قررت المصافحة كان التراجع عن ذلك 
سيد الموقف 
فتم التنازل عن حق تلك المعاهدة من طرف واحد 
ولم يبق للوفاء مكان
يظل الشاذ محفوظا ولا يقاس عليه
قلما تواجد الصديق بصدقاته
بسماعه لنا 
لهمومنا 
أفراحنا وأحزاننا
فأين نحن من هذا

أين الأنا في ظل الكم الهائل من ال "هم"

يجب أن أكون
أن تكون
وأن نكون
متخذين صفة الصديق هذه على وجه حق
معظمنا يبحث
ينتظر
يتأمل قدوم الشخص المطلوب كي يعلق له وساما من الصداقة
في حين أننا نحن من علينا أن نتخذ صفة الصديق الصدوق ونترجمها بالأفعال
علينا أن ندرك نحن 
أنه من المفروض علينا أن نكون كما نريد لذاك الطرف المقابل أن يكون

لكن..
الانسان منا لا يطمع إلا 
أن يظفر بحياة ملؤها الأمل
أمل في رفيق عمرٍ 
يكون من أحب الخلق على قلبه
اكتفينا من الآلام
من الجروح المتراكمة علينا
من غدر القدر الذي ضيق تلك الصدور كصدورنا
وجعل من الحال محال

وأصبحنا ننظر لبعضنا البعض بكل ريبة وقلق
لا أمان
لا ثقة 
لا هواجس تريح النفس
لا شيء..
إلى أن تأثرت علاقتنا بالمجمتع
عاجزين على بناء شبكة معارف تجعلنا نقيم في كل قلب يمر على خاطرنا دولة
دولة أساسها الرفق
لا بل الحب قبل الرفق
نريد أن نستوطن فلا نستوطن
ولا العيب في القدر ولا البشر
بل ضمير الأنا له كل التقصير
الذات البشرية عاجزة على التدقيق والصبر 
على أخذ الموعظة من كل تجارب الدنيا والتشبث بالدرس
ونقطة الضعف
تكمل في ذاك الحس المرهف بالوحدة بالشفقة على حال نفسك
بتلك المقارنة بينك وبين حال غيرك
وهنا يكون أساس الضعف فينا ..

10/05/2016

سأرقص للمطر..

إذا كان المطر لا يهدأ، و إن كانت الطرقات لا تنتهي ،

سأرقص على جناح المساء....
سأرقص حافية على الوتر...
أرقص على رحيل الشمس...
أرقص على أطراف الوجع....
سأنشد موسيقى الغائبين....
سأعزف للحزن سمفونيته الأخيرة....
 لنسيم الحب الضائع...
سأكون كموج البحر المضطرب...

حافية على شريط الذكرى...
حافية على درب النهاية...
لا بداية لي في العشق...
و لا عشق لي في الوداع...
فتعال معي يا صديقي ، إبتسم و رافقني ،
لا تقل كل شيء إنتهى .. فمع كل قطرة تذرفها السماء قل : هنا دار حظي ، و للحياة معجزة ، 
فلترافقني .. 
لنمضي وننسى عطر الماضي...
نمضي لننسى الأمس..
لنرقص للحب ...
لنرقص بشوارعه فيبتسم لنا...
لنرقص لننسى الغرباء...
ضع يدك ورافقني..
فقد
خلعت نعلي و خلعت الحنين...
حتى أنسى ليالي الأنين...

ستداعب المياه أصابع قدمي ..

 سأصرخ بأعلى صوتي كم احبك يا سماء و كم أحبك يا مطر ..

سأهدي الطرقات قبلا حارة لكي لا تنسى مروري عليها ابدا ..

سأترك رائحتي على آلشوارع الفارغة التي تزينها أوراق الأشجار المتساقطة ..

سأغني للطيور المهاجرة ..

سأوزع ابتسامة بريئة للمارين من هنا ..

هذا الطريق سيذكر يوما اني به مررت سيشتاق لطفلة جميلة اعادت الحياة لروحه الكئيبة . 
فلترافقني يا صديقي ..

سأواصل رقصي حافية على الوتر...
سأرقص للمطر....

9/25/2016

إرتجالات




لا توجد عاهرات إلّا بقدر وجود رجال على مستوى عالي من الدّناءة و اللّؤم ..
إعتقادي ثابت منذ بداياتي الأولى .. أنّ الأنثى كائن طيّع إلى حدود مُذهلة و قابلة للتّأقلم بشكل يُثيرُ الدّهشة .. بمعنى ، نفس الأنثى لها آستعداد هائل لتكون أنقى و أروع نساء العالم لو كانت بيد محيط رجالي جيّد و حبيب رائع .. نفس الأنثى يمكن توريطها في مطبّات من العهر و الفساد و الإنحطاط لو كان محيطها الرجالي من السّاقطين و حثالة   القوم و حبيبها رجل لئيم و حقير ..
أنا أعتقد في مركزيّة الرّجل في تأسيس المعنى .. و أنّ الأنثى هي موسيقى العالم و ربيع الرّجولة .
طيّب ..
 يقول الرّجال أنّ أغلب نسائنا عاهرات و تافهات و أنّ الحصول على زوجة جيّدة في أيّامنا شبه مستحيل .. 
أوكي ، أُسلّم بذلك ..
و لكن لماذا لا نقول نصف الحقيقة المُتبَقّي : رجالنا قساة القلوب .. ماكري الطّباع .. يتمتّعون بدرجة عالية من اللّؤم و الوضاعة .. لا يملكون أيّ مشروع حقيقي في الحبّ أو الأخلاق أو في " فنّ الحياة " ..
طيّب .. و ماذا بعد ؟؟
أكادُ أجزم أنّ واحد من ألف هي نسبة العائلات السّعيدة .. و الزواجات المطمئنّة .. و علاقات الحبّ الحقيقيّة ..
أتمنّى فقط أن أجمع الشّعب التونسي عن بكرة أبيهم في صعيدٍ واحد فأحدّثهم عمّا في روحي من أنوار الله في الحبّ و  السّعادة لعشر ساعات دون توقّف .. ثمّ أسقط ميّتًة بلا حراك ..
متى يكون لنا جميعا الشّجاعة لتغيير حياتنا .. لنقول : كفى .. كفى عبثًا و حقدا و مكرًا و شعوذة و آنحطاطا ..
نعم للحبّ
نعم للحقيقة
نعم للإنسان .. 

9/23/2016

إرتجالات 1


ننظر إلى السماء علنا نجد أنفسنا...
نبحث عن تلك الذات التي تم دفنها من بين طيات الأيام الراحلة 
ارتحلت تلك الصورة وجرتنا معها إلى حيث ما لا نريد..
تغربنا 
رحلنا
ذهبنا..
بلا رجعة...
روح صبيانية تغمدتها الآلام والفقْد..
تلاشت مع تلك الأنا المتخبطة في جحرها المظلم...
خوفا من النور..
رهبة من اليد الممكن ٱنتشال تلك الروح المنغمسة في سوادها...
ترهب حتى من تلك النسمات المسائية..
تنزوي
تختبئ
تكتفي بتخبطها
لترحل...
إلى حيث ما لا تدري
ولن تتلقفها إلا سماء بيضاء
تربة ندية
تنزل على راحة يدك..
زهرة الياسمين..
تمررها على أنفك..
لتستقر على جبينك..
وتنام.

9/22/2016

ليبقى الأمل


لو قررنا الإفصاح والتعبير عما يدور في خلدنا
أو عن الذي يجب أن يقال.
كي يكون موجودا ما بين لحظة وأخرى
ما بين فاهٍ وأذن
عن الأشياء التي كانت موجودة في تلك السنوات التي مرت سابقا
إلى أن رحلت
رحلت تلك الأيام بتواريخها
وبقيت الأحداث...
بقيت آثارها
وأبت أن تتنصل الجذور من مكانها
المهم أننا لو تكلمنا
لو تفوهنا بقليل من الكلمات
نرى ذاك التأثر 
ليس من أي طرف مقابل
بل من قلب شخص يعلم شديد اليقين عن أي وجع يسعك أن تجهر به
أراد أن يستمع إلى ما تحلو لها الصدور أن تفصح به
لتنحصر الدموع في تلك العيون 
قلب أراد أن يدنو من مسمع تلك الكلمات المنطوقة بألم شديد
بوهن أشد
لنجد حالنا أننا لم نتكلم بعد
بل مهدنا درب الإذعان بتفاصيل صغيرة
بلا عمق مذكور
والمطلوب لم نُقدم عليه بعد
فيوقفنا الفؤاد
ويعيدنا العقل إلى الوراء كي يذكرنا
كيف كنا
كيف أن نظرتنا تجاه الحياة قد تغيرت
سنة بعد سنة نجد أننا حقا قد شهدنا تحولات عديدة 
من فصول هذه الدنيا
من بشر
من ذات كنحن
من تجارب عدة أولها 
صراعنا القائم مع النفس
الزمن كفيل بان يغير كل شيء بان يسقط اقنعة و يضع اخرى جديدة ة فالعمل و المثابرة يكسبانك القوة و الإرادة والنجاحات المتتالية
 ولو كانت قليلة، تبني بها الشخصية القوية، أما السقوط والإخفاقات فهما يكشفان مدى قابليتك وجهوزيتك للمقاومة والوقوف ضد الكل في بعض الأحيان لإثبات نفسك و إعادة حساباتك وترتيب ملفاتك من جديد ،
فنحن بكل تجربة نمر بها نكسب قناعاً جديداً دون أنا ندري أو نعي بذلك.هو قناع لا يغير ملامحنا ؛ بل يغير دواخلنا ، ليخلق أمامنا لحظات فاصلة ، إما ستكون لحظات تزيدنا عزيمة و تشبثا بالحياة ، تجعلنا مقبلين على الغد نخطو نحوه بكل تفاؤل .. أو ستكون لحظات تكبلنا ، و نخطو بها نحو السجن بأنفسنا ، سجن أحلامنا ، سجن أنفاسنا ، لنجد أنفسنا محاصرين بأحزاننا ، والهموم هي من تكفكف لنا دموعنا .
قد يهيء لنا أن
حب الحياة لم يكن يعنينا،
ألم بلا أمل ذلك الذي يواسينا،
فقد يعد التظاهر بالأمل و التفاؤل أمام ما يحدث الأن في واقعنا المعاصر، هو من قمة البأس و النفــاق.. 
 إن أردت الأمل فلا تكترث لهذه الحياة بل استعد لنهايتها. 
و انت في طريقك الى الموت حاول ان تستمع قليلا، اضحك من قلبك و لا تتظاهر انك سعيد بل كن سعيدا لأنك لن تحمل كل هذه المعاناة الدنيوية الى الأبد..  
ليصبح هناك أمل حقيقي
نور يزج نفسه بنفسه داخل عتمة ظلماء
ينتشل الروح  من عزلتها
من انزوائها عن المجتمع ،
لتدب الروح  بخطاها ،
وتتبرأ من رماد ظل يلازمها على مر الأيام والأزمان التي مرت ،
وأن لا تبقى  معلقة في غصن هكذا
جريحة وكل الفقد يغمرها ، 
فصعب جدا أن تشتاق، 
صعب جدا أن تبقى بلا حياة،
جسد بلا حياة 
عقل بلا أمل
قلب يخر ساجدا في مكانه
باحثا عن الإغاثة المطلوبة 
عن النور الذي لا يسعه إلا أن ينتشلنا من عتمة اليأس والسواد الحالك
صعب جدا ان تلازم مكانك بلا حراك ،
لست في مقام يسمح لي أن أبعث بغير هذا 
لكن لا تكن كمثل أي أحد كان
كن أنت الإختلاف بعينه
وحينما تكون..
لا تتنازل عن الذي قد تم بلوغه
فلتغير الموازين ..
  فلتحيا .
 ٱرسم  أيامك  بكامل ورديتها
  و إجعل من 'أناك ' وابتساماتها  تملؤ الثغر كله
 ..  و من الأمل كل الأمل  يطغى على العمر كله
وأرسل  وردة ياسمين فائحة
كي تبقي الأمل فيها وفي نفس تاقت أن تظفر بلحظة من أمل
وفي يوم ما ستظفر به



9/19/2016

نبضة


كل القلوب تدمن
لكن كل على حسب طريقته 
بعدد نبضات القلب ندمن
نشتاق
نقترب
وعلى قدر الاقتراب من القلب الذي نهواه 
نغرق
نغرق في الحب
نغرق في الغربة التي نقع فيها 
ما بين شوق وروح شارفت على الرحيل
رحيل يعلن نفسه بالمغادرة ككل يوم من كل شهر من السنة
من الزمن الذي يمر 
والذي سيمر..
من نفس المكان 
على نفس القلوب..
قلوبنا
عقارب الساعة هي الحليف الشرس لكل مضغة نابضة للحب
لتميل كفة الميزان للزمان
للقدر
للظرف الذي يفرض نفسه بنفسه
ويكون الشوق سيد الموقف
لنحس بالظمأ 
ولن يروينا إلا صاحب النبضة المعلن صراخها هنا..
على يسار الصدر.

غريب أمر الحب
غريب كيف لنا أن نكون من الباحثين عنه 
وحين إيجاده 
لا نكتفي به..
بل لا نكتفي بيوم واحد يجمعنا به من الشهر 
في العمر كله
أربعٌ وعشرون ساعة غير كافية هي بأن نكون في لقاء مطول معه
مع من يهب الأنفاس لحياة كحياتنا
ففي ظل الرماد المنتشر من كل بارودة موجهة صوبنا
إلا أننا نحيا..
نحيا بالأمل
كي يكون هو الفيصل الوحيد للمقاومة 

أناملٌ تبتعد عنه ولو لبرهة قصيرة
عن الدنيا التي قد تشبثت بك 
فيصيبها الضياع
لتعود مجددا وبكامل النقصان إلى يد .. قد وهبتها الحياة كي تعيش
كي تتنفس
كي تطمئن وتستكين
لكن...
لا الزمن قد قرر أن يكون منصفا ويجعل من الابتعاد قرب
ولا القدر كان صاحب كلمة فصلٍ
تبعث في قلوب المحبين صبرا يكفي أن يكون ذا نفع لهم 
وبالرغم من ذلك إلا أنه لن يكون...

فالقلب الذي شهد الحب سيصيبه الطمع قبل كل شيء
غير مقتنع بما تهبه الأيام له من لحظة حب تسقيه وتنتشله من ظمئه..
لأننا ندرك ونذعن أننا مهما ارتوينا 
مهما تشبعنا 
واستنشقنا من طعم الحب حبا
إلا أننا لن نرضى إلا بالمزيد

9/14/2016

مخافة من الغد


أن تقف على شاطئ البحر 
لتشم عبق ريحه
وتتنفس
تسرح ما بين شهيقك وزفيرك
كي تأخذ نفسك لكل شبر من ذكرياتك إلى عالم يريحك
أو عله عليك أن تتوهم بأنه يريحك
إلى أن تأتي شمس المغيب لتذكرك بأن هناك غد
يوم عله يُقبل وعله لا
وكل المشكلة تكمل في ذلك الغد
أي غد هذا الذي يرهبنا
يزعجنا 
يجعلنا نهرب من مرآة لا تعرف إلا كشف المستور وكل الحقائق المخفية
حقيقتك أنت
حقيقة الذات التي تنكرها أنت
أما المرآة
فهي لا تعرف ذلك
بل تذعن 
تصرخ
تنفجر 
تجهر بكل ما هو حق 
أما الباطل فتتركه لك 
كي تضمد به كبريائك الذي يكاد أن يكون مهشما ما بين أمس وغد 
تمعن النظر ما بين طيات السماء 
وتشير بسبابتك إلى قرص شمس المغيب التي قد رحلت
غابت
ابتلعها البحر كي يأخذ القمر مجلسها محاولا أن يثلج صدرا كصدورنا
أن يطمئن قلوبنا ببياضه الشفاف الطاهر 
يرسل لنا برسالة من خلال ظهوره هذا
أن السلام سيعم كافة الشعوب والأفراد أجمعين
أن هناك غد
ويجب أن يكون هناك غد
كي يحيا كل من له القدرة على الحياة 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فغريب أمر طقوسنا
الأغرب هي هواجسنا 
فلا شيء يطمئنها
عل للبشر وتصرفاتهم الغريبة تساهم بشكل كبير في حالة عدم الاستقرار النفسي هذه
أنحن من نستحق أن يُفعل بنا ما يُفعل
أهم يتركوننا نعيش في سلام داخلي ولكننا نأبى...
أم العكس هو الأصح ؟
رباه..
أنزل علينا الطمأنينة والسكينة على مضغة قد خلقتها أنت...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كثير من الأحيان نرى أننا لا يسعنا الوثوق بأحد
لا في الأيام التي تمر بالرغم من أنها أيام ولا يسعها إلا أن تمر
ولا في أناس
أحداث

تُصنع بأيديهم فننكسر نحن
نخاف نحن من غد قد تم صنعه في ليلة سابقة
ومهما تظاهرنا بالقوة
بالصلابة الكافية التي يجب أن تكون...
إلا أننا ننكسر
لأن روحنا بقدر ماهي شفافة إلا أنها هشة..

الألم واحد
والخوف واحد
والهواجس واحدة
سواء إن كانت للمرأة أو الرجل
والغد هو الغد
بمفهومه
بخوفه
بأقداره
فسنضل نحن بالخوف أحياء
وسيبقى الغد هو الغد
مصدرا لنا كي نكون على الدوام جبناء

9/12/2016

? هو .. هي ..فأيهما الأحق


هي تعشق المستحيل كعادتها
تدرك جيدا أنها مهما حاولت 
مهما خططت 
الا أنها لن تبلغ هدفها المنشود لا يأسا من حالها
بل هي تفقه جيدا لغة الأقدار
تعلم أن الواقع بعيد جدا مقارنة عما يدور في فكرها

هو يعبر عن آلامه من خلال كلمات تُكتب
لا يملك غير الحرف كي يصرخ به
هي رأت أن ملمس حرفه ونعومة احاسيسه المنمقة ما بين الأسطر كانت الخلطة السحرية التي تم طبخها ما بين عقلها وقلبها
إلى أن وجدت نفسها أنها دخلت حياته بدافع الفضول والإعجاب بكتاباته.

حتى تطورت الأحداث ليصير الحب الصامت سيد القصة التي انفردت بها هي لنفسها فقط

هو رضي بما بدر منها وسار على ذلك النحو
وقبِل بما هو الحال عليه..
بدون أن يدري كيف ومالذي يحدث أو سوف يحدث؟
هي تواصل الاستماع لهمومه 
هو يجد نفسه أنه يتحدث بلا تكلف
بدون أي حسابات أو حوار مغلق بينه وبين عقله
يتخذ القرار وينغمس في التعبير
هي تزداد تعلقا شغفا وعشقا مع كل كلمة يتخاطب بها معها
تجد نفسها أنها تزداد انبهارا بشخصيته تلك

تدندن في سرها مع كل نظرة لصورته سؤالا لن تجد له اجابة..
فكيف لقلبي ألا يحبك؟

هو لا يدرك ما في جعبتها
لا هو الملام
ولاهي الملامة في شيء...

هي ظلت ترسم مشهدها الذي يتكرر معها في اليوم آلاف المرات في خيالها ذاك كلما مرت بسبابتها على يدها اليسرى
متخيلة إياه كما تريده هو
ويبقى هو على الدوام لا لوم عليه...


هي أحست أن أحدا ما يريد المرور من باب عالمها 
الدخول إلى بهو قصرها المقدس
لكن العجز والحيرة قد كبلاها 
فأي الإنتظارات أحق؟
أقلبا أرادها حبا وتملكا؟
أم شخصا يلزمه كم هائل من الصبر عساها أن تبلغ بر مينائه؟
هو يبقى على نفس الوتيرة من التواصل معها بشخصيته الشفافة البريئة والهادئة تلك
يجد نفسه أنه غير مسيطر على أنامله معها في الحديث
لا هو بتعلق أو ادمان أو حتى تعود بل هما شخصيتان بقلب واحد
بطيبة واحدة ببراءة واحدة
والواقع هو الفاصلة الوحيدة التي تفصل كل واحد منهما عن بعضهما البعض 




هي وقفت أمام مرآتها وأخذت تبكي
تتأسى على أحزان انبنت على عاتقها بأكف يديها
مع العلم أنها تكاد تكون من المقاومات لهموم كهمومها

هو لا يريد أن يتحدث عن الحب لأن لا أحد يستحق
يصد عقله على موضوع كهذا لأن خباياه لا تطمئن سره بالمرة

هي تريد أن تجد حلا فقررت أن تندمج مع قرارها وتخضع لواجبات فرضتها على نفسها

هو لا يبحث عن الحب بل يبحث عن التي تستحق
فأين التي تستحق؟
هي سارت على ذلك النحو الممنهج في عقلها وقررت أن تلغي وجوده في حياتها شاءت ذلك أم أبت
هو لا يريد راحة بل يريد نوما عميقا يهنأ به ولو بحلم ينجح من خلاله بالظفر ولو بشيء ما حتى لو كان بسيطا
هي نجحت في محوه من جدول أعمالها اليومية لكنها فشلت بدورها على ابعاد طيفه من أمامها
هولا يبحث عن الحياة بقدر بحثه عن الذات التي تلاشت يوما بعد يوم كحبات الرمل التي ينفث فيها الهواء بنفخة واحدة

هي بالرغم أنها لم تحظى بمقابلة معه الا أنها تتذكر شقاوته بين الرسائل 
طفولته
جنونه
مشاغباته الصامتة التي يصرح عنها في سكون تام
هو ليس من المطالبين بشيء
لا يريد حياة ملؤها البكاء 
لا يريد أوجاعا أنسته من هو أو أين هو
لا يريد ندوبا تزداد عمقا يوما بعد يوم 
لا يريد شهرة أو صخبا كبيرا
لا يسعى إلى مرضاة أحد غير ربه
لا يقدم على فعل شيء غير ورد ينثره في قلوب تمر على شرفته كي يزرعها هناك
في صدورهم
فهو ليس بباق أما وردته فبلى
هي تحس أنها الوحيدة القادرة على فهمه وترجمة سكوته نحو عناوين أساسية تكون محور الوجع كوجعه

هو يدرك جيدا أن لا أحد يكن اهتماما له

لا ينتظر أي بسمة ندية تلفه من أي عين مارة أو حتى زائر غير باق
هي تعيش حياة روتينية تحاول خلق التغيير فيها لكنها عبثا تفعل 
فهي تقنع نفسها بغير الواقع الذي يحدث
هو لا يرى أن أمر وضعه مقلق لأنه دخل تحت طائلة التعود 
هي تبتعد عنه بعيدا الى أن بلغت أشهرا عديدة من غياب طلة الرسائل تلك التي تفسد له خلوته
هو كان فيما مضى ينتظر لحظة بعثرة أوراق جلسته المنفردة مع ذاته كي يهنأ بحياة ليست كأي حياة 
هي تقرر الترويح عن نفسها فتخرج من باب عالمها المظلم كي تتنعم بشمس صباحها مع أنغام فيروزية المسمع 
وتتخذ المقهى وجهتها
هو يرى الحياة بلا لون كرئتان ينقصهما الشهيق والزفير 
يضحك وفي الضحك نبضته الأخيرة في الحياة الزائفة
فلقد اجتمع الزيف في الحياة والضحك ليولدا له اذعانا غير مطابق للمواصفات المطلوبة تحت الأمر المفروض حدوثه
يستوقفه سؤال في كل يوم
في كل ساعة وكل شهر وكل سنة
أحزنك قد مات أم ماذا؟
أضحكتك تلك التي تتجرعها الآن أكافية هي لتشفيك
لتنزع عنك ما أنت أعلم به من أي أحد؟
لهذا لا يسعه هو الا أن يعبر عن التعب
عن الملل 
على دور يمارسه بكل اتقان 
وكل المارون لا يدركون
هي تدخل مقهاها لتجلس مع صديقتها السمراء
فتجده جالسا هو أمامها قابعا مع كتاب
مع من يعشقه حد النخاع
"درويش"
مع قرطاسه 
قلمه 
معزوفته الأقربُ لنبض قلبه 
عالم يصنعه هو كعادته كي ينفرد بنفسه مع نفسه

هي تيبست أقدامها أمام لوحة فنية مجسدة به هو فقط
هو وضع كتابه جانبا وأخذ يكتب
هي احتارت.
أتقترب أم تختار مكانا تكون قبالته
بحيث يسهل الإمعان فيه هو
كيف يترشف قهوته 
يأخذ شهيقه ليترك بعد ذلك زفرة كلها هدوء كطباعه الساكنة تلك

هو وجد في حياته كلمات تقال له على وجه البسيطة
ليفهم من خلالها في أي زاوية هو يتربع في قلوب كقلوب أولئك الذين لم ولن يكونوا في حياته أبدا 

هي تبقى وفية بالنظر
تشم عبق ريح لحظتها وتحس بالخيانة
هو ترك الحياة لمن يهواها فوجد أن الرماد قد انغرس فيه بلا انفصال مسبق
هي رأت أن من أحبها لا ذنب له فيما هي تتخبط فيه
هو يُمدح اليوم وكل يوم
ليجد في الغد
أنه قد تم فصله
هي تشيح بنظراتها إلى نافذة تطل على شارع قد امتلئ بالباعة المتجولين
هو يرى أن النوم ينقضي مع كل صباح تبزغ فيه الشمس 
ليبقى هو هناك في مكانه
في العتمة بلا نور 
لا يباشر يومه الا بالهدوء والسكينة 
والألم وفي له، متكفل بذلك
هي ترى تلك الوردة الموضوعة قبالتها وتتأمل في تفاصيلها 
تسمع لهمساتها الساكنة في صدرها
قلب يتخبط في شجون تام
جنون تشيده هي ولا تدري إلى أين المآل

هو يدرك جيدا أنه ليس بذاك الجمال المطلوب على قلوب معظم البشر بالرغم أن المضغة لا تبحث عن ذلك
هي وفية لوهم اعتقدت أنه حقيقة
متعلقة هي به 
لا تستطيع فعل شيء 
لا تقدم عليه ولا تهرب
تبقي نفسها بعيدة والقلب يأبى ذلك
لا تريد أن تدمنه لكن أناملها 
عقلها 
جسدها ككل
يفسر عكس ذلك
هو يرى أنه لمن الغباء أن يعيش كملاك بين قوم لا يمكن أن تجد في أعينهم أي خير
هي تقرر المغادرة
اكتفت من جرعتها التي عزفت عنها لعدة أشهر 
هو يناديها باسمها 
يباغتها بحركته هذه
ويقف لها 
بنظرته الثاقبة

صعب أن ترتاح
صعب أن تنسى
صعب أن تنام
صعب أن تحيا بلا حياة
سهل أن تموت والقلب ينبض

9/11/2016

عقوق '

ليتنا نعود صغارا 
كي ننعم بذلك العناق من أمٍ قد أنجبتنا
وأب شيدنا إلى أن كبرنا
بحضن 
بغمرة حب
بلهفة 
بحب كبير لبراءة عمر كأعمارنا الذي لم يعد صغيرا كما كان
عموما فنحن
عندما كنا لا نفقه من الحياة شيئا
إلا ألعابا نلهو بها 
قبلاتٌ تتهاطل علينا كزخات المطر..
كنا ننعم بهذا وأكثر لكن الآن..
لم نعد كذلك
عل للعمر أحكامه
يمتثل الأولياء له
أما نحن فعلينا أن نقوم بعكس ذلك
علينا ألا نخضع له
فما كان العمر يوما إلا رقما يتصاعد سنة بعد سنة إلى أعلى 
أما في الحقيقة فأيامنا في هذه الحياة كقرص من الجبن 
تنقص منها القطعة تلو القطعة دون حول منا ولا قوة
فما ذنب أعمارنا
ما ذنب قلوبنا إن كانت متعطشة للمسة اليد الحنونة حتى عند الكِبر
ما ذنبنا نحن
أي فقدٍ نتجرعه
أي آلام نحملها في قلوبنا
أي ندوب انغرست في أجسادنا
أي فؤاد قاوم ولايزال
أي نبض يفارقنا
كي ننعم بالموت قبل الحرمان
كل هذا يحصل ومازال سيحصل أكثر 
لو تواصل الحرمان إلى أبعد ما يكون..
لا فرق بين الرجل والمرأة
بين الذكر والأنثى
بين الأجناس ككل..
فكل منا له قلب
مشاعر..
تخالجه كي يتألم أو يسعد
كي يبتسم أو يتلاشا في عمق لحظته المتكررة عليه ككل يوم 
ككل ساعة 
وكل دقيقة من دنياه
كي يحب أو ينعم بكف يد تربت على كتفه
حقوقنا مهضومة
واجباتنا مسلوبة 
إرثنا منهوب
وأصبح للحياة منهج جديد
عقوق الأولياء على الأبناء
أب حرم ابنه من القبلة المعطاة قبل المال حتى
فكان الجزاء قاسيا جدا على من وجد أن مخزونه العاطفي قد تم نهبه
فعندما تكون أبا
أو تكونين أما..
احرصي على أن لا تكوني كمثل هؤلاء
كفانا عقوقا 
كفانا جفافا نتوارثه ما بين جيل وجيل
كفانا حربا باردة تترأسها الأحاسيس المنعدمة في جوف القلوب
ورغم القحط الشنيع المعلن عنا 
إلا أننا لا يسعنا إلا أن نكظم الغيظ ونعفو 
فما رضاء الله إلا برضاء الوالدين.

نداء المساء


ألم يحن الوقت بعد كي نكتفي من الهروب
ذاك الهروب من كل شيء 
لا يستحق منا لا التفصيل
ولا العد حتى..

فقد أصابنا الوهن من كل شيء
وتبقى الراحة الموجودة بصدد البحث عنها
كي نظفر بلقياها
فمتى موعد اللقاء
موعد اللقاء الذي لا مغادرة فيه
لا نهاية فيه
ولا أي شيء من هذا القبيل حتى
لاشيء..

أخذت أجسادنا قسطا كافيا من كل ما هو موجود
من الذي مر عليها 
من الذي تنفسته في تلك الصدور
من العقد الحياتية التي اعترضتنا مرات ومرات
من نظرة المجتمع لها 
الموجهة صوبها
المحملة
بالعتاب
بتساؤلات عديدة
بتهم ملفقة 
بلا سماع أي مبرر منا

ألم يكتف المجتمع بما قدمه من أفعال مشينة
من بشر كونوا هذه الدائرة
وجعلوها تتصف بما أحل لهم الهوى أن تتصف
أهنا تكمل الغرابة ؟
أم في دائرة أخرى مجهولة عن قصد؟

تم اضطهاد أغلبنا تحت وطأة الخذلان والمحاسبة 
وبطش الآراء والنظرة تلك بصفة خاصة

فحسبكم وحسبنا
كفاكم وكفانا
هرمت النفوس حقا من الألم وغيره
وأنتم..
ألم يصبكم الملل بعد؟
أين ذاك الوهن الذي يصيب الأجساد؟؟
ألم يحن بعد موعد إصابته لكم؟

خذوا قسطا من الراحة المطولة وتمددوا على أرض صلبة جافة الملمس 
لتدرك أنت وأنت وأنت عن أي شيء أتحدث
عن ألم نخر العظام كعظامنا
واستلقوا...
استلقوا أطول ما يمكن لكم من فترة زمنية موجودة وعند الاحساس بالألم اكتموا صوت الوجع
تألموا في صمت
وتأملوا مليا عن أي الأسى أتحدث 
وان تم ذرف الدمع..
فاذرفوها في سكينة وهدوء
حينها فقط سيدرك كل واحد منكم عن أي نظرة أتحدث
نظرة من المجتمع كمجتمعكم هذا الذي تم تشييده على أيديكم كانت موجهة صوب كل واحد منا
أي مشاعر غمرت الفؤاد وكانت سببا في انزعاج مضجعنا من كل ليلة 
لتدركوا بعد هذه الرحلة القصيرة من الأرض اليابسة عن أي تأوه صامت تجرعناه في سكوت تام منا
تأخذنا الحياة إلى القلق أحيانا
ودورنا هنا يكمل في المخافة
المخافة من الضجر
من أن نكون يوما ما سببا لضجر أناس كنا بالأمس مصدر ونيس لهم
من المحتمل أن تكون تلك هواجس وهمية لنجدها تقف عند ذاك الحد وفقط.
وتبقى كل الإحتمالات واردة الوقوع
فماهي إلا دنيا.
ونتمنى أن نستيقظ على واقع أجمل
وبأيدينا نحن أن نجعله كذلك
والعقبة الوحيدة التي تجعلنا عاجزين هي تلك النفسية المهشمة
همشناها نحن وجعلنا من ذواتنا تقف على الأطلال لترثي الحال
والحقيقة هي الحقيقة...
  أن الأمر بيدك أنت.
فلك كل الصمت أيتها الحياة
ولك مني كل القبول
كم انهزمنا أمام التجارب العديدة التي جعلتنا تحت رهن اشارة القدر
والقدر في حد ذاته عبث بنا أيما عبث
غايتنا نحن البشر لا نبينها لأحد
نحارب غرائزنا
وفي محاولة السيطرة عليها
نفشل...
نفشل مع أول لحظة تقع نظرة العين مع ذاك الطرف المقابل
لنتحدث
لنذعن ونذعن ونذعن
بلا حساب حتى 
بلا قيود
بلا قاعدة يجب أو لا يجب...
وبعد...
نصاب بالذهول كأي غريب يمر.
أي فعلة تم ٱرتكابها..
أي جريمة في حق النفس تم العمل عليها
أي حرمة على الأسرار تم ٱنتهاكها..
أي الأقفال تم فتحها بلا كسر أو خلع...
هكذا نحن...
نتصرف بلا معادلة نقوم بالعمل عليها..
ليكون سوء الإختيار أو عكس ذلك هو سيد الموقف.

9/06/2016

لحظة خلود

كيف لنا أن نتعلق
كيف لنا أن نحجز مقعدا من الصف الأول في بال أحدٍ 
جعلناه تحت راية الغريب
والغرابة تكمل هنا
كيف له أن يكون غريبا وقد بلغ من المكانة ما بلغ
وإثر مباشرته الكلام فيما لا يعني
تكون تلك الحروف المسموعة بالنسبة لنا كل ما يعني
حتى وان تحدثنا بأبجديات مختلفة 
بفكر شبه قريب
فستبقى البصيرة معلقة في تفاصيله
كيف يعبر
كيف يجسد كلماته بحروف ممشوقة 
بحركة هزلية منه.
ونتبادل النظرات الأولى 
في استحياء تام
لتكون للمقلتين قول آخر
لغة أخرى 
لثوان معدودة
فبالرغم أنها لا تعلمه
ولا ترى ما حقيقة شخصيته
إلا أنها قد تعلقت
أوقفت مشهدا كهذا ولم ترد تغيير طقوس أقدارها 
فما أدراها أنه قد استحوذ على العقل قبلها
على الفؤاد قبل العقل حتى
لحظات كمثل هذه لن تع اد 
ولا يسعها أن تعود 
فكل هذه الأمور بيد القدر
رغم ذلك إلا أن لوقعتها على الذاكرة لمدوي
تُسجل في ذاكرة التاريخ
ولا يسعها أن تُنسى
تظل خالدة فينا
لكي نبقى شاهدين على عمرٍ مضت فيه حقبة من حقبات الزمان التي تمر كعادتها
لكن هذه المرة كان المرور مختلفا 
بقيت عالقة بالبال وستظل طول العمر كله
لحظة كهذه يتوقف فيها كل شيء
عقارب ساعة
تفاصيل مكان
أناسٌ حولنا
خلايا أجسادنا
آذانٌ تصغي فحسب
وقفة تأمل
نحتاجها
لكل ما يحدث حولنا
والآن
وفي هذه الساعة 
تُدق معزوفة الوداع
يتم عزفها 
لتذهب أقدامنا إلى حال سبيلها
وتبقى تلك الأيادي
حية نابضة 
بأنامل لامست نبض الحياة لأول مرة.. ❤

La dernière post

منين جات آلو 'Aloo' 9 إجدشي عليك