لمن أشكو ؟؟
ومن ذا يسمعُ العتبا
وصوتي ألفُ مقموعٍ
.. وشِعري كلُّهُ هَرَبا
ومن أينَ الكلامُ يجيءُ كي أحكي
و هم قد صادروا الأفكارَ والأصواتَ والأدَبَا
همُ اقتلعوا حروفَ الأبجديةِ من حناجرِنا
وساقوها لكي يُلقوا بها الخُطَبَا
وساقونا إلى التصفيقِ في لطفٍ حذائيٍ
.. تغرَّبنا ونحنُ بقلبِ موطنِنا
..وحتى موطني عن موطني اغترَبَا
**
فالقدسُ مملكةُ السماءِ ... جريحةٌ
والكلُّ تاجرَ ها هنا بدوائِها
الكلُّ تاجرَ بالخفاءِ وبالعلن .
****
*********
إذا لم أتحدث عن قدس، فسأُتهم بالخوف ... وإذا تكلمتُ فإنّ الكثير قد تكلموا ولم ينفع الكلام ... نحن أمةٌ اعتادت على الدم وماعادَ يؤثرُ بها ... فكيفَ سيؤثرُ الكلام ؟؟؟
لكنَّ الحقَّ يقال أنَّ الكلام يؤثرُ في حالةٍ واحدة وهي كالتالي
عندما جاء أحدُ الكفارِ ورمى مصرانَ خروفٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء صلاة الرسول ... لم يقطع الرسول صلاتهُ حينها وعرفَ أنهُ لاداعٍ لمحاسبةِ هذا الجاهل وإن الحساب يجب أن يكون مع المنظومة التي أنتجت أفكاراً كهذه
ولذلك بقي الرسولُ صلى الله عليه وسلم يحاربُ المنظومةَ كلَّها إلى أن كسرَ أصنامَ الكعبةِ كلَّها وانتصر ولذلك فلنكن واقعيين جداً ولنكفَّ عن الهيلمات الطفولية ... الهاشتاغات لن تنصر القدس ولا الدموع والتباكي والصراخ ... ولا القصائد ولا الأفلام الوثائقية ولا تغيير الصور الشخصية ... لأنها كما يقال
( فزعة عرب) لا أكثر ... لاتلبث ان تزول ... إذا أردنا أن ننقذ موطن الأنبياء ونحمي ماتبقى لنا من بلادنا ومن حضارتنا وتاريخنا وإنسانيتنا ... علينا أن نحارب المنظومة التي أنشأت الحرب ... حتى وصلنا إلى هنا ... وعلينا أن نحارب المنظومة التي أنشأت التطرف الفكري والداعشي والطائفي .. علينا أن نحاربَ أنفسنا وغباءنا وسكوتنا باعتبارنا البيئة الحاضنة لهذه الوساخات... علينا أن نقتنع كثيراً أننا لسنا جزأً من أي طرف ... إنما نحن الطرف المستقل ونحن أصحاب العدد الكبير ... حينها نستطيع أن نهدم الأصنام السياسية التي تحكمنا وان نخرج من جاهليتنا التي كلَّفتنا كل هذا الدم
***
ياموطنَ الرحمنِ ...
أخبرهُ بما لايشتهي
أجبِ المعرِّشَ فوقَ أشلائي وأشيائي...
جواباً واضحاً
لن أنتهي
إني هنا
من كلِّ موتٍ سوفَ أولدُ عشرَ مرّاتٍ ...
وأطلعُ من زوايا البيتِ ملياري انا
أخبرهُ أنَّ البعد لايعني لنا
فأنا هنا
يعني هناك
في كلِّ زاويةٍ لنا أثرٌ ...
ونحنُ بوجهِ كلِّ رصاصةٍ حجرٌ...
هنا قدرٌ ...
بأن نفنى أيا وطني لكي نحظى رِضاك
عندي احتمالٌ أن أعيشَ وأنتصر
وكذا احتمالٌ آخرٌ
أني أموتُ وأنتصر
النصرُ إمّا النصرُ من دونِ احتمالٍ ثالثٍ
إن لم يكن هذا فذاكْ
****
إنّا هنا باقونَ نُعطي للتمرُّدِ جرعةً
نُعطي البقاءَ هنا دروساً بالبقاء
نُعطي الفداءَ هنا دروساً بالفداء
ونحاصرُ البارودَ بالمقلاعِ...
نُغرِقُ طائراتِ عدوِّنا دوماً ببحرٍ من دماء
لغةُ الدماءِ فصيحةٌ
وضِعَتْ لنحكي مانشاء
لنقولَ أنَّ الأرضَ قد كانت لنا
لنقولَ أنَّ الأرضَ مازالت لنا
وتظلُّ دوماً ملكَنا ... وتظلُّ دوماً ملكَنا ... وتظلُّ دوماً ملكَنا
مادامَ عرشُ الله يسكنُ في السماء