أحيانا تضيق بنا الأماكن ، و تتساقط الأقنعة ، و يتغير كل شيء و نظن أنها النهاية .. و لكنها في الحقيقة تكون البداية ، .. البداية لحياة جديدة ، تخلو من اليأس .. تشرق على أمل واعد ، خال من الم ماض مضى .. بداية جديدة لتجربة المجهول و كشفه ، لخوض حياة بعيدة عن تلك الأقنعة التي حجبت عنا السعادة ، ..
أقنعة ملكتنا و ملكت قلوبنا .. أقنعة حققت مظهر الخداع بأتمه ، تجسد البراءة و اللطف ، تشغل لنا عواطفنا ، تعمي البصيرة .. و في حقيقتها شياطين حققت أعلى مستوايات الخداع ..
تلك الأقنعة مهما فعلت تظل تبرر و تبرر و مهما كانت أخطائها متكدسة ، لا تحصى و لا تعد .. تظل تبحث لنا عن مجرد خطأ واحد ، لا بيلغ من قيمة الخطيئة مثقال جزء للذرة الواحدة ، لتجعل منا نحن ''الأوفياء لهم ، الذين وعدناهم بأن الفؤاد لن يكل منهم.. ' '
نتربع على عرش الخيانة و عدم المصداقية ، نصبح الظالمون قساة القلوب و الألسنة .. و لو عكسنا حقا لكنا أصبنا ..'
نصل الى تلك اللحظة التي يطول فيها الصراع بين الحيرة التي تقبض على النفس ، و بين الظنون التي تجعلنا نعيش لحظات هستيرية ضاربة للجنون ..
و لا نستطيع الشكوى لأي كان ، فنحن على و عودنا قابعون .. !
و الثقة التي مدت إليك أيها القناع لن تتجدد أبدا ، و لن نستطيع أبدا إحسان الثقة الى الغير .. فقد دمرتم كل معايير الحسن و الخلق في كافة البشر ، إلى أن ظننا أن الجميع فاسقون ، يحمون فسقهم و دناءتهم بمكر قناع ..
لازلنا نؤمن بأن يهب علينا شعاع لطيف ، من بعد هاته الأيام السوداء ،
و لكن من بعد ما هب علينا كل هذا الكم من الخذلان ، ذلك الشعاع بات يتقلص رويدا رويدا ..
إلى أن نغمض العين كي لا نلمح ذاك الشعاع ، و نظل نغمغم "نصيبك يا نفس ظلمة القبر فلا تطمعي في النور ..' و ن نصيبك يا نفس الصراخ و الألم فلا تطمعي في النغمات الحسنة "
و لكن أتعلم أيها المقنع ، لقد حاولنا ، و باطلا حاولنا أن نتعلم .. فلم نتعلم البتة ، لأن المحبة قوة تبتدعها قلوبنا ،و قلوبنا لا تقدر أن تبتدعها ، و قد صلينا و تضرعنا ، و باطلا كنا قد صلينا و تضرعنا في سكينة الليالي أمام السماء لتولد في أعماقنا عاطفة روحية تعيد لنا رشدنا .. كي نتغاضى عن شركم.. ' فآسفا ما فعلنا !!
فأنت و مثيلك أيها المقنع ، من أولءك البشر الذين يأتون من الأبدية و يعودون إليها قبل أن تتذوقوا طعم الحياة الحقيقية نتيجة لقبحكم .. فهنيأ لكم قبحكم .
#إرتقوا ..