9/25/2016

إرتجالات




لا توجد عاهرات إلّا بقدر وجود رجال على مستوى عالي من الدّناءة و اللّؤم ..
إعتقادي ثابت منذ بداياتي الأولى .. أنّ الأنثى كائن طيّع إلى حدود مُذهلة و قابلة للتّأقلم بشكل يُثيرُ الدّهشة .. بمعنى ، نفس الأنثى لها آستعداد هائل لتكون أنقى و أروع نساء العالم لو كانت بيد محيط رجالي جيّد و حبيب رائع .. نفس الأنثى يمكن توريطها في مطبّات من العهر و الفساد و الإنحطاط لو كان محيطها الرجالي من السّاقطين و حثالة   القوم و حبيبها رجل لئيم و حقير ..
أنا أعتقد في مركزيّة الرّجل في تأسيس المعنى .. و أنّ الأنثى هي موسيقى العالم و ربيع الرّجولة .
طيّب ..
 يقول الرّجال أنّ أغلب نسائنا عاهرات و تافهات و أنّ الحصول على زوجة جيّدة في أيّامنا شبه مستحيل .. 
أوكي ، أُسلّم بذلك ..
و لكن لماذا لا نقول نصف الحقيقة المُتبَقّي : رجالنا قساة القلوب .. ماكري الطّباع .. يتمتّعون بدرجة عالية من اللّؤم و الوضاعة .. لا يملكون أيّ مشروع حقيقي في الحبّ أو الأخلاق أو في " فنّ الحياة " ..
طيّب .. و ماذا بعد ؟؟
أكادُ أجزم أنّ واحد من ألف هي نسبة العائلات السّعيدة .. و الزواجات المطمئنّة .. و علاقات الحبّ الحقيقيّة ..
أتمنّى فقط أن أجمع الشّعب التونسي عن بكرة أبيهم في صعيدٍ واحد فأحدّثهم عمّا في روحي من أنوار الله في الحبّ و  السّعادة لعشر ساعات دون توقّف .. ثمّ أسقط ميّتًة بلا حراك ..
متى يكون لنا جميعا الشّجاعة لتغيير حياتنا .. لنقول : كفى .. كفى عبثًا و حقدا و مكرًا و شعوذة و آنحطاطا ..
نعم للحبّ
نعم للحقيقة
نعم للإنسان .. 

9/23/2016

إرتجالات 1


ننظر إلى السماء علنا نجد أنفسنا...
نبحث عن تلك الذات التي تم دفنها من بين طيات الأيام الراحلة 
ارتحلت تلك الصورة وجرتنا معها إلى حيث ما لا نريد..
تغربنا 
رحلنا
ذهبنا..
بلا رجعة...
روح صبيانية تغمدتها الآلام والفقْد..
تلاشت مع تلك الأنا المتخبطة في جحرها المظلم...
خوفا من النور..
رهبة من اليد الممكن ٱنتشال تلك الروح المنغمسة في سوادها...
ترهب حتى من تلك النسمات المسائية..
تنزوي
تختبئ
تكتفي بتخبطها
لترحل...
إلى حيث ما لا تدري
ولن تتلقفها إلا سماء بيضاء
تربة ندية
تنزل على راحة يدك..
زهرة الياسمين..
تمررها على أنفك..
لتستقر على جبينك..
وتنام.

9/22/2016

ليبقى الأمل


لو قررنا الإفصاح والتعبير عما يدور في خلدنا
أو عن الذي يجب أن يقال.
كي يكون موجودا ما بين لحظة وأخرى
ما بين فاهٍ وأذن
عن الأشياء التي كانت موجودة في تلك السنوات التي مرت سابقا
إلى أن رحلت
رحلت تلك الأيام بتواريخها
وبقيت الأحداث...
بقيت آثارها
وأبت أن تتنصل الجذور من مكانها
المهم أننا لو تكلمنا
لو تفوهنا بقليل من الكلمات
نرى ذاك التأثر 
ليس من أي طرف مقابل
بل من قلب شخص يعلم شديد اليقين عن أي وجع يسعك أن تجهر به
أراد أن يستمع إلى ما تحلو لها الصدور أن تفصح به
لتنحصر الدموع في تلك العيون 
قلب أراد أن يدنو من مسمع تلك الكلمات المنطوقة بألم شديد
بوهن أشد
لنجد حالنا أننا لم نتكلم بعد
بل مهدنا درب الإذعان بتفاصيل صغيرة
بلا عمق مذكور
والمطلوب لم نُقدم عليه بعد
فيوقفنا الفؤاد
ويعيدنا العقل إلى الوراء كي يذكرنا
كيف كنا
كيف أن نظرتنا تجاه الحياة قد تغيرت
سنة بعد سنة نجد أننا حقا قد شهدنا تحولات عديدة 
من فصول هذه الدنيا
من بشر
من ذات كنحن
من تجارب عدة أولها 
صراعنا القائم مع النفس
الزمن كفيل بان يغير كل شيء بان يسقط اقنعة و يضع اخرى جديدة ة فالعمل و المثابرة يكسبانك القوة و الإرادة والنجاحات المتتالية
 ولو كانت قليلة، تبني بها الشخصية القوية، أما السقوط والإخفاقات فهما يكشفان مدى قابليتك وجهوزيتك للمقاومة والوقوف ضد الكل في بعض الأحيان لإثبات نفسك و إعادة حساباتك وترتيب ملفاتك من جديد ،
فنحن بكل تجربة نمر بها نكسب قناعاً جديداً دون أنا ندري أو نعي بذلك.هو قناع لا يغير ملامحنا ؛ بل يغير دواخلنا ، ليخلق أمامنا لحظات فاصلة ، إما ستكون لحظات تزيدنا عزيمة و تشبثا بالحياة ، تجعلنا مقبلين على الغد نخطو نحوه بكل تفاؤل .. أو ستكون لحظات تكبلنا ، و نخطو بها نحو السجن بأنفسنا ، سجن أحلامنا ، سجن أنفاسنا ، لنجد أنفسنا محاصرين بأحزاننا ، والهموم هي من تكفكف لنا دموعنا .
قد يهيء لنا أن
حب الحياة لم يكن يعنينا،
ألم بلا أمل ذلك الذي يواسينا،
فقد يعد التظاهر بالأمل و التفاؤل أمام ما يحدث الأن في واقعنا المعاصر، هو من قمة البأس و النفــاق.. 
 إن أردت الأمل فلا تكترث لهذه الحياة بل استعد لنهايتها. 
و انت في طريقك الى الموت حاول ان تستمع قليلا، اضحك من قلبك و لا تتظاهر انك سعيد بل كن سعيدا لأنك لن تحمل كل هذه المعاناة الدنيوية الى الأبد..  
ليصبح هناك أمل حقيقي
نور يزج نفسه بنفسه داخل عتمة ظلماء
ينتشل الروح  من عزلتها
من انزوائها عن المجتمع ،
لتدب الروح  بخطاها ،
وتتبرأ من رماد ظل يلازمها على مر الأيام والأزمان التي مرت ،
وأن لا تبقى  معلقة في غصن هكذا
جريحة وكل الفقد يغمرها ، 
فصعب جدا أن تشتاق، 
صعب جدا أن تبقى بلا حياة،
جسد بلا حياة 
عقل بلا أمل
قلب يخر ساجدا في مكانه
باحثا عن الإغاثة المطلوبة 
عن النور الذي لا يسعه إلا أن ينتشلنا من عتمة اليأس والسواد الحالك
صعب جدا ان تلازم مكانك بلا حراك ،
لست في مقام يسمح لي أن أبعث بغير هذا 
لكن لا تكن كمثل أي أحد كان
كن أنت الإختلاف بعينه
وحينما تكون..
لا تتنازل عن الذي قد تم بلوغه
فلتغير الموازين ..
  فلتحيا .
 ٱرسم  أيامك  بكامل ورديتها
  و إجعل من 'أناك ' وابتساماتها  تملؤ الثغر كله
 ..  و من الأمل كل الأمل  يطغى على العمر كله
وأرسل  وردة ياسمين فائحة
كي تبقي الأمل فيها وفي نفس تاقت أن تظفر بلحظة من أمل
وفي يوم ما ستظفر به



9/19/2016

نبضة


كل القلوب تدمن
لكن كل على حسب طريقته 
بعدد نبضات القلب ندمن
نشتاق
نقترب
وعلى قدر الاقتراب من القلب الذي نهواه 
نغرق
نغرق في الحب
نغرق في الغربة التي نقع فيها 
ما بين شوق وروح شارفت على الرحيل
رحيل يعلن نفسه بالمغادرة ككل يوم من كل شهر من السنة
من الزمن الذي يمر 
والذي سيمر..
من نفس المكان 
على نفس القلوب..
قلوبنا
عقارب الساعة هي الحليف الشرس لكل مضغة نابضة للحب
لتميل كفة الميزان للزمان
للقدر
للظرف الذي يفرض نفسه بنفسه
ويكون الشوق سيد الموقف
لنحس بالظمأ 
ولن يروينا إلا صاحب النبضة المعلن صراخها هنا..
على يسار الصدر.

غريب أمر الحب
غريب كيف لنا أن نكون من الباحثين عنه 
وحين إيجاده 
لا نكتفي به..
بل لا نكتفي بيوم واحد يجمعنا به من الشهر 
في العمر كله
أربعٌ وعشرون ساعة غير كافية هي بأن نكون في لقاء مطول معه
مع من يهب الأنفاس لحياة كحياتنا
ففي ظل الرماد المنتشر من كل بارودة موجهة صوبنا
إلا أننا نحيا..
نحيا بالأمل
كي يكون هو الفيصل الوحيد للمقاومة 

أناملٌ تبتعد عنه ولو لبرهة قصيرة
عن الدنيا التي قد تشبثت بك 
فيصيبها الضياع
لتعود مجددا وبكامل النقصان إلى يد .. قد وهبتها الحياة كي تعيش
كي تتنفس
كي تطمئن وتستكين
لكن...
لا الزمن قد قرر أن يكون منصفا ويجعل من الابتعاد قرب
ولا القدر كان صاحب كلمة فصلٍ
تبعث في قلوب المحبين صبرا يكفي أن يكون ذا نفع لهم 
وبالرغم من ذلك إلا أنه لن يكون...

فالقلب الذي شهد الحب سيصيبه الطمع قبل كل شيء
غير مقتنع بما تهبه الأيام له من لحظة حب تسقيه وتنتشله من ظمئه..
لأننا ندرك ونذعن أننا مهما ارتوينا 
مهما تشبعنا 
واستنشقنا من طعم الحب حبا
إلا أننا لن نرضى إلا بالمزيد

9/14/2016

مخافة من الغد


أن تقف على شاطئ البحر 
لتشم عبق ريحه
وتتنفس
تسرح ما بين شهيقك وزفيرك
كي تأخذ نفسك لكل شبر من ذكرياتك إلى عالم يريحك
أو عله عليك أن تتوهم بأنه يريحك
إلى أن تأتي شمس المغيب لتذكرك بأن هناك غد
يوم عله يُقبل وعله لا
وكل المشكلة تكمل في ذلك الغد
أي غد هذا الذي يرهبنا
يزعجنا 
يجعلنا نهرب من مرآة لا تعرف إلا كشف المستور وكل الحقائق المخفية
حقيقتك أنت
حقيقة الذات التي تنكرها أنت
أما المرآة
فهي لا تعرف ذلك
بل تذعن 
تصرخ
تنفجر 
تجهر بكل ما هو حق 
أما الباطل فتتركه لك 
كي تضمد به كبريائك الذي يكاد أن يكون مهشما ما بين أمس وغد 
تمعن النظر ما بين طيات السماء 
وتشير بسبابتك إلى قرص شمس المغيب التي قد رحلت
غابت
ابتلعها البحر كي يأخذ القمر مجلسها محاولا أن يثلج صدرا كصدورنا
أن يطمئن قلوبنا ببياضه الشفاف الطاهر 
يرسل لنا برسالة من خلال ظهوره هذا
أن السلام سيعم كافة الشعوب والأفراد أجمعين
أن هناك غد
ويجب أن يكون هناك غد
كي يحيا كل من له القدرة على الحياة 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فغريب أمر طقوسنا
الأغرب هي هواجسنا 
فلا شيء يطمئنها
عل للبشر وتصرفاتهم الغريبة تساهم بشكل كبير في حالة عدم الاستقرار النفسي هذه
أنحن من نستحق أن يُفعل بنا ما يُفعل
أهم يتركوننا نعيش في سلام داخلي ولكننا نأبى...
أم العكس هو الأصح ؟
رباه..
أنزل علينا الطمأنينة والسكينة على مضغة قد خلقتها أنت...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كثير من الأحيان نرى أننا لا يسعنا الوثوق بأحد
لا في الأيام التي تمر بالرغم من أنها أيام ولا يسعها إلا أن تمر
ولا في أناس
أحداث

تُصنع بأيديهم فننكسر نحن
نخاف نحن من غد قد تم صنعه في ليلة سابقة
ومهما تظاهرنا بالقوة
بالصلابة الكافية التي يجب أن تكون...
إلا أننا ننكسر
لأن روحنا بقدر ماهي شفافة إلا أنها هشة..

الألم واحد
والخوف واحد
والهواجس واحدة
سواء إن كانت للمرأة أو الرجل
والغد هو الغد
بمفهومه
بخوفه
بأقداره
فسنضل نحن بالخوف أحياء
وسيبقى الغد هو الغد
مصدرا لنا كي نكون على الدوام جبناء

9/12/2016

? هو .. هي ..فأيهما الأحق


هي تعشق المستحيل كعادتها
تدرك جيدا أنها مهما حاولت 
مهما خططت 
الا أنها لن تبلغ هدفها المنشود لا يأسا من حالها
بل هي تفقه جيدا لغة الأقدار
تعلم أن الواقع بعيد جدا مقارنة عما يدور في فكرها

هو يعبر عن آلامه من خلال كلمات تُكتب
لا يملك غير الحرف كي يصرخ به
هي رأت أن ملمس حرفه ونعومة احاسيسه المنمقة ما بين الأسطر كانت الخلطة السحرية التي تم طبخها ما بين عقلها وقلبها
إلى أن وجدت نفسها أنها دخلت حياته بدافع الفضول والإعجاب بكتاباته.

حتى تطورت الأحداث ليصير الحب الصامت سيد القصة التي انفردت بها هي لنفسها فقط

هو رضي بما بدر منها وسار على ذلك النحو
وقبِل بما هو الحال عليه..
بدون أن يدري كيف ومالذي يحدث أو سوف يحدث؟
هي تواصل الاستماع لهمومه 
هو يجد نفسه أنه يتحدث بلا تكلف
بدون أي حسابات أو حوار مغلق بينه وبين عقله
يتخذ القرار وينغمس في التعبير
هي تزداد تعلقا شغفا وعشقا مع كل كلمة يتخاطب بها معها
تجد نفسها أنها تزداد انبهارا بشخصيته تلك

تدندن في سرها مع كل نظرة لصورته سؤالا لن تجد له اجابة..
فكيف لقلبي ألا يحبك؟

هو لا يدرك ما في جعبتها
لا هو الملام
ولاهي الملامة في شيء...

هي ظلت ترسم مشهدها الذي يتكرر معها في اليوم آلاف المرات في خيالها ذاك كلما مرت بسبابتها على يدها اليسرى
متخيلة إياه كما تريده هو
ويبقى هو على الدوام لا لوم عليه...


هي أحست أن أحدا ما يريد المرور من باب عالمها 
الدخول إلى بهو قصرها المقدس
لكن العجز والحيرة قد كبلاها 
فأي الإنتظارات أحق؟
أقلبا أرادها حبا وتملكا؟
أم شخصا يلزمه كم هائل من الصبر عساها أن تبلغ بر مينائه؟
هو يبقى على نفس الوتيرة من التواصل معها بشخصيته الشفافة البريئة والهادئة تلك
يجد نفسه أنه غير مسيطر على أنامله معها في الحديث
لا هو بتعلق أو ادمان أو حتى تعود بل هما شخصيتان بقلب واحد
بطيبة واحدة ببراءة واحدة
والواقع هو الفاصلة الوحيدة التي تفصل كل واحد منهما عن بعضهما البعض 




هي وقفت أمام مرآتها وأخذت تبكي
تتأسى على أحزان انبنت على عاتقها بأكف يديها
مع العلم أنها تكاد تكون من المقاومات لهموم كهمومها

هو لا يريد أن يتحدث عن الحب لأن لا أحد يستحق
يصد عقله على موضوع كهذا لأن خباياه لا تطمئن سره بالمرة

هي تريد أن تجد حلا فقررت أن تندمج مع قرارها وتخضع لواجبات فرضتها على نفسها

هو لا يبحث عن الحب بل يبحث عن التي تستحق
فأين التي تستحق؟
هي سارت على ذلك النحو الممنهج في عقلها وقررت أن تلغي وجوده في حياتها شاءت ذلك أم أبت
هو لا يريد راحة بل يريد نوما عميقا يهنأ به ولو بحلم ينجح من خلاله بالظفر ولو بشيء ما حتى لو كان بسيطا
هي نجحت في محوه من جدول أعمالها اليومية لكنها فشلت بدورها على ابعاد طيفه من أمامها
هولا يبحث عن الحياة بقدر بحثه عن الذات التي تلاشت يوما بعد يوم كحبات الرمل التي ينفث فيها الهواء بنفخة واحدة

هي بالرغم أنها لم تحظى بمقابلة معه الا أنها تتذكر شقاوته بين الرسائل 
طفولته
جنونه
مشاغباته الصامتة التي يصرح عنها في سكون تام
هو ليس من المطالبين بشيء
لا يريد حياة ملؤها البكاء 
لا يريد أوجاعا أنسته من هو أو أين هو
لا يريد ندوبا تزداد عمقا يوما بعد يوم 
لا يريد شهرة أو صخبا كبيرا
لا يسعى إلى مرضاة أحد غير ربه
لا يقدم على فعل شيء غير ورد ينثره في قلوب تمر على شرفته كي يزرعها هناك
في صدورهم
فهو ليس بباق أما وردته فبلى
هي تحس أنها الوحيدة القادرة على فهمه وترجمة سكوته نحو عناوين أساسية تكون محور الوجع كوجعه

هو يدرك جيدا أن لا أحد يكن اهتماما له

لا ينتظر أي بسمة ندية تلفه من أي عين مارة أو حتى زائر غير باق
هي تعيش حياة روتينية تحاول خلق التغيير فيها لكنها عبثا تفعل 
فهي تقنع نفسها بغير الواقع الذي يحدث
هو لا يرى أن أمر وضعه مقلق لأنه دخل تحت طائلة التعود 
هي تبتعد عنه بعيدا الى أن بلغت أشهرا عديدة من غياب طلة الرسائل تلك التي تفسد له خلوته
هو كان فيما مضى ينتظر لحظة بعثرة أوراق جلسته المنفردة مع ذاته كي يهنأ بحياة ليست كأي حياة 
هي تقرر الترويح عن نفسها فتخرج من باب عالمها المظلم كي تتنعم بشمس صباحها مع أنغام فيروزية المسمع 
وتتخذ المقهى وجهتها
هو يرى الحياة بلا لون كرئتان ينقصهما الشهيق والزفير 
يضحك وفي الضحك نبضته الأخيرة في الحياة الزائفة
فلقد اجتمع الزيف في الحياة والضحك ليولدا له اذعانا غير مطابق للمواصفات المطلوبة تحت الأمر المفروض حدوثه
يستوقفه سؤال في كل يوم
في كل ساعة وكل شهر وكل سنة
أحزنك قد مات أم ماذا؟
أضحكتك تلك التي تتجرعها الآن أكافية هي لتشفيك
لتنزع عنك ما أنت أعلم به من أي أحد؟
لهذا لا يسعه هو الا أن يعبر عن التعب
عن الملل 
على دور يمارسه بكل اتقان 
وكل المارون لا يدركون
هي تدخل مقهاها لتجلس مع صديقتها السمراء
فتجده جالسا هو أمامها قابعا مع كتاب
مع من يعشقه حد النخاع
"درويش"
مع قرطاسه 
قلمه 
معزوفته الأقربُ لنبض قلبه 
عالم يصنعه هو كعادته كي ينفرد بنفسه مع نفسه

هي تيبست أقدامها أمام لوحة فنية مجسدة به هو فقط
هو وضع كتابه جانبا وأخذ يكتب
هي احتارت.
أتقترب أم تختار مكانا تكون قبالته
بحيث يسهل الإمعان فيه هو
كيف يترشف قهوته 
يأخذ شهيقه ليترك بعد ذلك زفرة كلها هدوء كطباعه الساكنة تلك

هو وجد في حياته كلمات تقال له على وجه البسيطة
ليفهم من خلالها في أي زاوية هو يتربع في قلوب كقلوب أولئك الذين لم ولن يكونوا في حياته أبدا 

هي تبقى وفية بالنظر
تشم عبق ريح لحظتها وتحس بالخيانة
هو ترك الحياة لمن يهواها فوجد أن الرماد قد انغرس فيه بلا انفصال مسبق
هي رأت أن من أحبها لا ذنب له فيما هي تتخبط فيه
هو يُمدح اليوم وكل يوم
ليجد في الغد
أنه قد تم فصله
هي تشيح بنظراتها إلى نافذة تطل على شارع قد امتلئ بالباعة المتجولين
هو يرى أن النوم ينقضي مع كل صباح تبزغ فيه الشمس 
ليبقى هو هناك في مكانه
في العتمة بلا نور 
لا يباشر يومه الا بالهدوء والسكينة 
والألم وفي له، متكفل بذلك
هي ترى تلك الوردة الموضوعة قبالتها وتتأمل في تفاصيلها 
تسمع لهمساتها الساكنة في صدرها
قلب يتخبط في شجون تام
جنون تشيده هي ولا تدري إلى أين المآل

هو يدرك جيدا أنه ليس بذاك الجمال المطلوب على قلوب معظم البشر بالرغم أن المضغة لا تبحث عن ذلك
هي وفية لوهم اعتقدت أنه حقيقة
متعلقة هي به 
لا تستطيع فعل شيء 
لا تقدم عليه ولا تهرب
تبقي نفسها بعيدة والقلب يأبى ذلك
لا تريد أن تدمنه لكن أناملها 
عقلها 
جسدها ككل
يفسر عكس ذلك
هو يرى أنه لمن الغباء أن يعيش كملاك بين قوم لا يمكن أن تجد في أعينهم أي خير
هي تقرر المغادرة
اكتفت من جرعتها التي عزفت عنها لعدة أشهر 
هو يناديها باسمها 
يباغتها بحركته هذه
ويقف لها 
بنظرته الثاقبة

صعب أن ترتاح
صعب أن تنسى
صعب أن تنام
صعب أن تحيا بلا حياة
سهل أن تموت والقلب ينبض

9/11/2016

عقوق '

ليتنا نعود صغارا 
كي ننعم بذلك العناق من أمٍ قد أنجبتنا
وأب شيدنا إلى أن كبرنا
بحضن 
بغمرة حب
بلهفة 
بحب كبير لبراءة عمر كأعمارنا الذي لم يعد صغيرا كما كان
عموما فنحن
عندما كنا لا نفقه من الحياة شيئا
إلا ألعابا نلهو بها 
قبلاتٌ تتهاطل علينا كزخات المطر..
كنا ننعم بهذا وأكثر لكن الآن..
لم نعد كذلك
عل للعمر أحكامه
يمتثل الأولياء له
أما نحن فعلينا أن نقوم بعكس ذلك
علينا ألا نخضع له
فما كان العمر يوما إلا رقما يتصاعد سنة بعد سنة إلى أعلى 
أما في الحقيقة فأيامنا في هذه الحياة كقرص من الجبن 
تنقص منها القطعة تلو القطعة دون حول منا ولا قوة
فما ذنب أعمارنا
ما ذنب قلوبنا إن كانت متعطشة للمسة اليد الحنونة حتى عند الكِبر
ما ذنبنا نحن
أي فقدٍ نتجرعه
أي آلام نحملها في قلوبنا
أي ندوب انغرست في أجسادنا
أي فؤاد قاوم ولايزال
أي نبض يفارقنا
كي ننعم بالموت قبل الحرمان
كل هذا يحصل ومازال سيحصل أكثر 
لو تواصل الحرمان إلى أبعد ما يكون..
لا فرق بين الرجل والمرأة
بين الذكر والأنثى
بين الأجناس ككل..
فكل منا له قلب
مشاعر..
تخالجه كي يتألم أو يسعد
كي يبتسم أو يتلاشا في عمق لحظته المتكررة عليه ككل يوم 
ككل ساعة 
وكل دقيقة من دنياه
كي يحب أو ينعم بكف يد تربت على كتفه
حقوقنا مهضومة
واجباتنا مسلوبة 
إرثنا منهوب
وأصبح للحياة منهج جديد
عقوق الأولياء على الأبناء
أب حرم ابنه من القبلة المعطاة قبل المال حتى
فكان الجزاء قاسيا جدا على من وجد أن مخزونه العاطفي قد تم نهبه
فعندما تكون أبا
أو تكونين أما..
احرصي على أن لا تكوني كمثل هؤلاء
كفانا عقوقا 
كفانا جفافا نتوارثه ما بين جيل وجيل
كفانا حربا باردة تترأسها الأحاسيس المنعدمة في جوف القلوب
ورغم القحط الشنيع المعلن عنا 
إلا أننا لا يسعنا إلا أن نكظم الغيظ ونعفو 
فما رضاء الله إلا برضاء الوالدين.

نداء المساء


ألم يحن الوقت بعد كي نكتفي من الهروب
ذاك الهروب من كل شيء 
لا يستحق منا لا التفصيل
ولا العد حتى..

فقد أصابنا الوهن من كل شيء
وتبقى الراحة الموجودة بصدد البحث عنها
كي نظفر بلقياها
فمتى موعد اللقاء
موعد اللقاء الذي لا مغادرة فيه
لا نهاية فيه
ولا أي شيء من هذا القبيل حتى
لاشيء..

أخذت أجسادنا قسطا كافيا من كل ما هو موجود
من الذي مر عليها 
من الذي تنفسته في تلك الصدور
من العقد الحياتية التي اعترضتنا مرات ومرات
من نظرة المجتمع لها 
الموجهة صوبها
المحملة
بالعتاب
بتساؤلات عديدة
بتهم ملفقة 
بلا سماع أي مبرر منا

ألم يكتف المجتمع بما قدمه من أفعال مشينة
من بشر كونوا هذه الدائرة
وجعلوها تتصف بما أحل لهم الهوى أن تتصف
أهنا تكمل الغرابة ؟
أم في دائرة أخرى مجهولة عن قصد؟

تم اضطهاد أغلبنا تحت وطأة الخذلان والمحاسبة 
وبطش الآراء والنظرة تلك بصفة خاصة

فحسبكم وحسبنا
كفاكم وكفانا
هرمت النفوس حقا من الألم وغيره
وأنتم..
ألم يصبكم الملل بعد؟
أين ذاك الوهن الذي يصيب الأجساد؟؟
ألم يحن بعد موعد إصابته لكم؟

خذوا قسطا من الراحة المطولة وتمددوا على أرض صلبة جافة الملمس 
لتدرك أنت وأنت وأنت عن أي شيء أتحدث
عن ألم نخر العظام كعظامنا
واستلقوا...
استلقوا أطول ما يمكن لكم من فترة زمنية موجودة وعند الاحساس بالألم اكتموا صوت الوجع
تألموا في صمت
وتأملوا مليا عن أي الأسى أتحدث 
وان تم ذرف الدمع..
فاذرفوها في سكينة وهدوء
حينها فقط سيدرك كل واحد منكم عن أي نظرة أتحدث
نظرة من المجتمع كمجتمعكم هذا الذي تم تشييده على أيديكم كانت موجهة صوب كل واحد منا
أي مشاعر غمرت الفؤاد وكانت سببا في انزعاج مضجعنا من كل ليلة 
لتدركوا بعد هذه الرحلة القصيرة من الأرض اليابسة عن أي تأوه صامت تجرعناه في سكوت تام منا
تأخذنا الحياة إلى القلق أحيانا
ودورنا هنا يكمل في المخافة
المخافة من الضجر
من أن نكون يوما ما سببا لضجر أناس كنا بالأمس مصدر ونيس لهم
من المحتمل أن تكون تلك هواجس وهمية لنجدها تقف عند ذاك الحد وفقط.
وتبقى كل الإحتمالات واردة الوقوع
فماهي إلا دنيا.
ونتمنى أن نستيقظ على واقع أجمل
وبأيدينا نحن أن نجعله كذلك
والعقبة الوحيدة التي تجعلنا عاجزين هي تلك النفسية المهشمة
همشناها نحن وجعلنا من ذواتنا تقف على الأطلال لترثي الحال
والحقيقة هي الحقيقة...
  أن الأمر بيدك أنت.
فلك كل الصمت أيتها الحياة
ولك مني كل القبول
كم انهزمنا أمام التجارب العديدة التي جعلتنا تحت رهن اشارة القدر
والقدر في حد ذاته عبث بنا أيما عبث
غايتنا نحن البشر لا نبينها لأحد
نحارب غرائزنا
وفي محاولة السيطرة عليها
نفشل...
نفشل مع أول لحظة تقع نظرة العين مع ذاك الطرف المقابل
لنتحدث
لنذعن ونذعن ونذعن
بلا حساب حتى 
بلا قيود
بلا قاعدة يجب أو لا يجب...
وبعد...
نصاب بالذهول كأي غريب يمر.
أي فعلة تم ٱرتكابها..
أي جريمة في حق النفس تم العمل عليها
أي حرمة على الأسرار تم ٱنتهاكها..
أي الأقفال تم فتحها بلا كسر أو خلع...
هكذا نحن...
نتصرف بلا معادلة نقوم بالعمل عليها..
ليكون سوء الإختيار أو عكس ذلك هو سيد الموقف.

9/06/2016

لحظة خلود

كيف لنا أن نتعلق
كيف لنا أن نحجز مقعدا من الصف الأول في بال أحدٍ 
جعلناه تحت راية الغريب
والغرابة تكمل هنا
كيف له أن يكون غريبا وقد بلغ من المكانة ما بلغ
وإثر مباشرته الكلام فيما لا يعني
تكون تلك الحروف المسموعة بالنسبة لنا كل ما يعني
حتى وان تحدثنا بأبجديات مختلفة 
بفكر شبه قريب
فستبقى البصيرة معلقة في تفاصيله
كيف يعبر
كيف يجسد كلماته بحروف ممشوقة 
بحركة هزلية منه.
ونتبادل النظرات الأولى 
في استحياء تام
لتكون للمقلتين قول آخر
لغة أخرى 
لثوان معدودة
فبالرغم أنها لا تعلمه
ولا ترى ما حقيقة شخصيته
إلا أنها قد تعلقت
أوقفت مشهدا كهذا ولم ترد تغيير طقوس أقدارها 
فما أدراها أنه قد استحوذ على العقل قبلها
على الفؤاد قبل العقل حتى
لحظات كمثل هذه لن تع اد 
ولا يسعها أن تعود 
فكل هذه الأمور بيد القدر
رغم ذلك إلا أن لوقعتها على الذاكرة لمدوي
تُسجل في ذاكرة التاريخ
ولا يسعها أن تُنسى
تظل خالدة فينا
لكي نبقى شاهدين على عمرٍ مضت فيه حقبة من حقبات الزمان التي تمر كعادتها
لكن هذه المرة كان المرور مختلفا 
بقيت عالقة بالبال وستظل طول العمر كله
لحظة كهذه يتوقف فيها كل شيء
عقارب ساعة
تفاصيل مكان
أناسٌ حولنا
خلايا أجسادنا
آذانٌ تصغي فحسب
وقفة تأمل
نحتاجها
لكل ما يحدث حولنا
والآن
وفي هذه الساعة 
تُدق معزوفة الوداع
يتم عزفها 
لتذهب أقدامنا إلى حال سبيلها
وتبقى تلك الأيادي
حية نابضة 
بأنامل لامست نبض الحياة لأول مرة.. ❤

9/04/2016

كن أنت '


..هنئوك بأناقة حزنك
.. أرثيت نفسك  وأجبت بكلمات مغمغمة 
..شكرا
.. رأوا فيك حسن الكلام  وأنت رأيت في نفسك أصالة الأحزان 
وقفت شامخا كالجبل  وبرهنت لهم أنك كحبات آلمطر.. تنهمر
 سقيت الأخضر  وحولت اليابس إلى يانع 
أناس  جردوك  فتركوك في مكانك  جاثي الركب 
غيروك من سيء إلى أسوء
.. أبكوك
.. ظلموك
 حاسبوك ببطش جرمهم
.. بزور قولهم  وببهتان زينتهم المنمقة على ألسنتهم  
أثبت  لنفسك قبل أن تثبت لمن حولك
.. أنك وفي  لحزنك قبل ألمك

أجريت اتفاقا مبرما بينك  وبين الحياة  أعلنت فيه
 لا هجران  ولا فراق
... للأحزان  والأمان 
..أمان القلب بغربة الروح عن الجسد  
..إتخذت الكمان كآلة تعبر عما يدور في خلدك من أحاسيس حفت بك  وبصدرك    
.. أتقنت العزف عليها  وأخرجت ما في جأشك عبر كل وتر من أوتارها
 كل من رأى ابتسامتك  
..ظن أنك من الهانئين الفرحين 
 عشقت  الياسمين لصفاء رائحته 
و خفة روحه  
و نعومة ملمسه
..  و دفء وجوده 
.. عشت  مسالما مع نفسك ورغم هذا شهد جسدك غربة 
.... لا من هجران حبيب أو فقد عزيز بل
 ..   بل من انقراض روح تتنفس في دنياك بلا ويلات ٍ

روحك أنت عرفت الموت بلا مجيء ملك الموت ليقبضها 
إستيقظ من الأحلام السرمدية ، فقد تأخر الوقت ، و م يعد لروحك ان تتحمل المزيد ؛ 
ٱنظر لقلبك ، يكفيه نزيفا ،
فلتتخلص من تلك الأمواج العاتية آلتي ترتطم برأسك ، مخلفة لك صداع دائم ، تغوص بك أحيانا في ظلمات و  جعك و  تسير بك في طرقات بؤسك، 
لا تندم لأنك إستيقظت من حلمك الجميل ، و لكن ستندم بلا شك إن تغاضيت عن واقعك و  .. واصلت الحلم  
لن تستطيع أن تتذوق عدمك ، فهو مقرف كقرف الحياة 
،فلتسترجع شهيات الوجود و دغدغته الملحة 
ستسطيع ان تعيد تشكيل نفسك ،
حاول قدر المستطاع 
، و إن لم تستطع فحاول الا تبتذلها ابدا بالإحتكاك الزائد بالعالم
 ،و بالحركة الزائدة 
.. و الكلام الزائد و الأشخاص الزائدين
..   لا تبتذلها بالجرجرة هنا و هناك ، و تعريضها للسخافات اليومية 

....فقدم لنفسك وردة 
 قدم لنفسك وردة   ولا تنتظر من يد أن تهديها لك
.. قدمها لنفسك قبل أن يقدمها إليك أحد 
روح ألفت الغربة عن الجسد
...  و بقيت هي كذلك تاركة كل عين أصابها الحسد

9/01/2016

و كلاكما عندي..



تجلس في شرفة مطلة على الأرض تداعب خديك نسمات الصباح الباردة و تتخللك أعمار الياسمين، يتأملك القمر بنظرات عميقة الحزن و قد بدأ بياضه يتلاشى في زرقة الصبح، تتسلل خيوط نور بلون الحياة خلسة عبر الأفق إلى مجلسك ليكتمل المشهد. حزن القمر، أمل الشمس، رائحة القهوة، نسمات خالية من ضجيج البشر، غنج الياسمين، فلسطين.. و أنتِ.
ماذا بعد ؟
أغياب بمجلسنا ؟
من الغائب ؟
أفلسطين أم أنتِ أم أنا ؟
كل منا عند الآخر و كلاكما عندي.
كثيرا ما أنسى الدنيا في اهتمامي بك، و أنسى نفسي و أني أحوج للإهتمام منك و أن فلسطين أحوج من كلينا إلى الحياة، لذا دعيني أوليها اهتمامي اليوم.
هي صغيرة لا تتجاوز مساحتها بضع أحلام بحجم الوطن، شابة بابتسامة طفلة لم تعي بعد من الأرض شهيدا، شابة بنظرات عشق متقدة العزم بين مقاوم و حبيبته في ليل من القنابل المسيلة للدموع، بنجوم صاخبة غير مدروسة المواضع و شهب من رصاص مبعثرة الضحايا.
هي شابة بشعر أسود حالك الإرادة تنسدل منه بضع جدلات الفتنة حين تلفه بكوفية النصر
و تخرج مع حبيبها للمقاومة يجمعان أحجارها الثمينة، ثم يقذفانها سجيلا بمقلاع كأنه الموت.
هي شابة تدرك تماما معنى أن تعشق وجع العقود و تحارب مؤمنا أن حجرك سيقلب الوجع دبكة و الموت أعياد مولد. هي شابة تدرك تماما معنى الأرض.
فلسطين أطيب الصباحات و أنقى الأرياف و أجمل الأغاني.
لمَ تغارين من كوفيتها التي لا تفارق نحري و تحجب عقدك ؟
إنها مجرد كوفية تحمل رائحتها و قوة هائلة تشحنني بها كلما استنشقتها و ذكرى شهيد
و وطن. فلمَ الغيرة ؟
كلانا نعلم أنها رغم جمالك و فتنتك و حبي المفرط لك إلا أنها أجمل و أفتن و أرق و أن عشقي لها لا يضاهيه وجع فلمَ وجع الرأس حبيبتي ؟ إنها الأرض، فكيف سأحبك دون أرض نرفع عليها قوائم أحلامنا، كيف أحبك دون أرض و أنا مخلوق من أرض و كيف أحبك و أرضي لغيري
و أنا دونك و أنت هناك في موطنك أنت.. بين شهيقي و نبضي. فلمَ حبيبتي وجع الرأس؟
لمَ تتضايقين من علمها المرفوع في الركن الأيسر من غرفتي و من شهادتها المعلقة في درجي الخاص المغلق، و من مدائنها الموشومة بأحمر شفاهك على جسدي إنها حلمي عزيزتي، تماما كما هي أنت.
أحلامي الأكبر أنتما، فمن الأبعد أهي أم أنت و كلاكما نبضي ؟
تعالي حبيبتي.. تعالي دون أن تتعالي فالحب حالة شديدة العلو، لا يليق بها تعال البشر.
فتعالي..
تعالي نركض على سهول تفيض نهر الأردن، نغتسل فيه كما اغتسل يحيى و طهر الناس من خطاياهم، نزور مغارة المهد نمضي فيها ليلتنا و نتلو السورة الأحب لقلبينا، سورة مريم تعالي نصلي  بخشوع، تعالي أحبك بخشوع.
تعالي أقبلك بين الهضاب و الجبال، نتسلقها حاملين أحلامنا في حقيبة ظهر، تعالي أضمك لصدري في باحات قصر هيرودس المهيبة متأملين كل تلك الصخور العتيقة التي شهدت أعظم تاريخ كتب بحبر من قداسة، و بين كل تلك القداسة و الصخور دعيني بكل الشغف أقبلك.
لنوقف الزمان في ردهات برج الساعة في عكا مطلقين العنان لزمان حبنا و هيجانه، لنرتوي من عين العذراء بالناصرة أسقي شفتيك عذوبة الماء و تسقينني ريقك، لنتوقف لحظة عند مرقد الخليل بالخليل متأملين كل الحكمة و الهيبة التي يحتضنها الثرى بكل الفخر، لنغفو قليلا على رائحة العشب في حدائق البهائيين بحيفا فنصحو و رائحة الندى تفوح من تراب الزهرة نتمشى بين سهولها و أزقتها العتيقة و الشمس تتجلى للمدينة على استحياء فتملأ الجو من حولنا رائحة الخبز و كعك القدس الفارة من تحت أعقاب الأبواب لتراقب بزوغ الحياة من أعلى القبة.
لنصلي معا في المسجد الأقصى و لنستكشف كل أركانه و لنتجول في باحاته و لنتوقف عند كل صخوره و لنجلس في ظل زيتونة أداعب شعرك الأسود حالك الفتنة و أروي لك سنين حبنا القادمة و أنت تصغين إلى نبضاتها داخل صدري.
كم أحبك..
لم أكن أريد أن أموت قبل أن أحضى بهذه اللذة، لم أكن أريد أن أموت قبل أن أتذوقكما معا في ليلة واحدة تلخص كل الأعمار.
أما الآن و قد انكدرت نجوم الحب في ليلة مكتملة القمر فكوفيتانا مضبوبتان في الدرج العلوي حبيبتي، و مازال مقلاعينا مخبأين بين أحلامنا في حقيبة الظهر المركونة إلى السرير، شاهدة على ليلة نزارية النسمات درويشية العطور، هيا بنا حبيبتي و لا تنسي أن تتوضئي، و عديني.. إما أن نعود سويا و إما أن نلتحف ثراها سويا.
لا طاقة لي بفراق إحداكما مجددا، فهات يدك إما أن نعود بالوطن و إما أن يعود بنا إلى الأرض.

لمحة


ليس في عزمي أن أقف بيني و بين نفسي و بينكم خطيبة ، و إن شئت ما قدرت ، 
كما ليس في عزمي أن ألقي درسا أو موعظة فشتان ما بين الحكم و الواقع ، 
فهذه الأرض التي نقف عليها هي خليج القبر ، و الرؤوس التي تتأوه فوقها هي رؤوس بائسة، بشر يأتون من الأبدية و يعودون إليها قبل أن يتذوقوا و يدركوا طعم الحياة الحقيقي ،.. قلوب لا تسمع صدى صوتها بين ضلوعها و لا تلتمس آلام غيرها ! مشاعر تمتزج 
بمرارة الذكرى و حلاوة الخلاص فتجعل من الناس ككهوف الأودية الخالية ، يرجعون صدى أصوات لا يفهمون معناها ، لا يعلمون متى يكون الإنسان بارا أو خاطئا ، بل ينظرون بأعينهم الضءيلة إلى ظواهر الأعمال و لا يبصرون أسرارها ، فيقضون بالجهل و يدينون بالعمارة ، فيستوي أمامهم المجرم و البريء و الصالح و الشرير .. وويل لمن يقضي وويل لمن يدين ! 
يحكمون على النفوس من مآتي الأجساد و الأملاك و يقيمون الروح بمقاييس المادة !!
كم كنت أرى الأرض مكانا رائعا ، و كم كان يطيب لي و يلذ لي كثيرا أن أنعزل على رقعة ما في هاته الأرض صباحا مساأ و أستريح .. لكن ما أن أشيح بنظري يمنة و يسرة لأجدن ما يثير بداخلي الإحتقار و الاشمئزاز ، كأني أرى بين الأزقة و على السطوح و في الأروقة أشباح الفساد و خيالات الإنحطاط ، 
تلك المنازل الجميلة و القصور العالية التي نراها ، حيث يسكن الأغنياء و الأقوياء من البشر ، هي منازل موحشة كوحشة القبر، بين جدرانها المكسوة بالحرير تقطن الخيانة بجانب الرياء ، و تحت سقوفها المطلية بأزهى الألوان يقيم الكذب بجانب التصنع ! .. 
أتأمل البنايات التي تمثل المجد و السعادة فلا أجد غير مغاور يختبئ فيها الشقاء ! 
قبور مكلسة يتوارى فيها مكر المرأة وراء كحل العيون و إحمرار الشفاه و تتحجب في زواياها أنانية الرجل و حيوانيته تحت إسم الرجولة و الشهامة .. هي أبنية تتعالى جدرانها و لو كانت تشعر بأنفاس المكاره ، لتشققت و تبعثرت في الحضيض .. 
منازل ينظر إليها القروي بعينين دامعتين و لو علم أنه لا يوجد في قلوب سكانها ذرة من تلك المحبة العذبة التي تملأ قلب حبيبته ، لإبتسم مستهزأ و عاد إلى حقله مبتسما ..
يكتسب الناس أخلاقهم من جوانب الأزقة المفعمة بالمفاسد ، .. يتزوج شبه الرجل الذي ورث المال عن أبيه البخيل بإمرأة لا يعرف عنها شيأ سوى أن لوالدها شرفا موروثا و منزلة رفيعة ، و ما ينقضي شهر العسل حتى يمل منها و يعود إلى مسامرة فتيات الهوى ، و تنشغل هي في حب عشيقها تسكب في راحتيه عواطف قلبها .. 
هي أرض لا أرضى أن أكون من سكانها ، و تلك قبور لا أريد أن أدفن حية فيها .. و هؤلاء المتزوجون الذين يقترنون بالأجساد و يتنافرون بالأرواح و لا شفيع بهم أمام الله سوى جهلهم ..
أنا لا أدينهم بل أشفق عليهم .. و لا أكرههم بل أكره إستسلامهم .. 
تلك هي خفايا قلوبهم و أسرار معيشتهم ، .. 
هؤلاء أخسر صداقتهم لأربح نفسي ، خرجت عن سبل خداعهم و حولت عيني نحو الحق و العدل .. فلا بد من رؤية المعرفة و تطبيق المنطق ، لا بد أن يهيمن العقل على القلب كي يكره الإستخدام و كي تأبى الروح في صرف العمر كله راكعة أمام وحش أقامته النفوس المظلمة و دعته الشريعة ، لا بد من كسر القيود .. أنا أشفق على الرجال ، نعم أشفق عليكم لأنكم آلة قوية عمياء في يد حاكم ضعيف يظلمكم و يسحق الضعفاء بسواعدكم ، أنتم عبيد الغباوة و الغباوة أشد إسودادا من بشرة الزنوج ..
سلمتم حريتكم إلى الطغاة كي تصبحوا كالدمى تتراقص هنا و هناك . قدمتم دماء أجيال كافحت لتصبحوا اليوم رجالا للوطن ، رجالا للحياة ، فبعتم هذا الجهد بأبخس الأموال ....ومنكم من يتحدث عن الحب ، الحب كلمة خدعت الملايين، في الحب نرى أنفسنا جد محظوظين، بشخص رزقنا الله به ليقاسمنا أيسر اللحظات و أعسرها. في الحب نصبح عن الحقيقة غافلين، حقيقة أننا واهمين تائهين، واهمين بالإستمرارية و تائهين في الحقائق الكونية. المعلوم أنه لكل بداية نهاية لكن في الحب نسعى لتهديم هذه القاعدة و نرنو إلى اللانهاية. نحب في الحب أي عمل يحبه من نحب فنقلده و نجعل من أنفسنا خدما لأعماله إلى أن يصل بنا الأمر إلى مرض الحب. في تلك المرحلة لا نرى على البسيطة سوى من نحب ، و لا نسمع غير دقات قلوبنا و لا نشم سوى عطر أنفاسنا. يصل الأمر بالبعض إلى الجنون ، فمجانين ليلى غزوا الأرض و لكل مجنون اليوم قصة مختلفة عن قصة مجنون آخر.. هه ! تلك،هي نظرتكم للحب و ذلك هو تفسيره ! ... في الحقيقة ذلك ما تؤول له أنانيتكم و ضيق نظرتكم في مفهوم الحب ! 
فهذا الأخير يسمو أن تكون النفس متأهبة للمصير ، أن تكسر القيود و تجمع الآمال .. أن نحب آخانا ، أن نحب الفقير و المسكين . فالفقراء هم أهلنا ، إني لدوما أتمنى أن أملك كل تلك السعادة كي أضعها في تلك القلوب التي تتألم ، 
اتمنى أن أعزف الناي و كلما عزفت تتواتر الألحان .. و يبتسم ذلك الفقير و ذلك المظلوم ينصر ، و المهموم يسعد 
..
فلننظر جميعا لأنفسنا ، كيف نهدي الحياة عمرا كاملا نفنيه عملا ، و بعجلة نحاول البحث عن الراحة .. فلتتوقفوا لوهلة ، لا راحة ستجدونها غير عودة الروح إلى خالقها و إحتضان الأرض لعظامكم و ذلك إن إستمرت و تيرة حياتكم على هذا المنوال ..
فكونوا شيأ جميلا للروح المؤمنة لديكم و للروح التي تجاوركم ، فالنور الحقيقي هو الذي ينبثق من داخل الإنسان و بين سراءر النفس للنفس ، و يجعلها فارحة مترنمة بإسم الروح.. 

La dernière post

منين جات آلو 'Aloo' 9 إجدشي عليك