12/28/2016

البحث عن الديمومة ..


وبالرغم من أننا نعتقد دينياً بأن الحياة ليست حياة قرار ، وبرغم ايماننا العميق بأنها مرحلة مؤقتة ، إلا أن الكثير منا يبحث عن الديمومة ليس فقط في الأوضاع المعيشية ، بل وفي العلاقات أيضاً ، مخالفين أهم قانون من قوانين الطبيعة الدنيوية ، ألا وهي أن ثبات الحال من المحال ! وأن التغيّر والتبدل من السمات الأساسية للأشياء وللكائنات الحية أيضاً .
إن الديمومة لا تدل بالمطلق على النجاح ، فعلى سبيل المثال ، دراسياً وعملياً لابد من خوض بعض تجارب الفشل لتحصيل النجاح ، وإني أعتقد بأن استمرار علاقة ما ، كالزواج والصداقة لا يدل على النجاح بالضرورة ، وإنما يكون النجاح برضا كلا الطرفين عن هذه العلاقة معظم الوقت ، وبغض النظر إن طالت مدة العلاقة أو قصرت ، فستبقى علاقة ناجحة وإن لم تستمر طويلاً . إلا أننا من الجانب الآخر نخشى التغيير ونخاف الفقد ، ونرتبط عاطفياً بكل ما نمر به وما يمر بنا ، وهذا يفسر بقاء البعض في اوطانهم رغم سوء أحوالهم ، رافضين تطوير الذات مهنياً او معيشيا في مقابل مفارقة الوطن عدة سنوات ، وهذا ما يفسر أيضاً ارتباطنا بعلاقات وإن كانت تسبب لنا الإزعاج أو التعاسة في أسوء الأحوال ، متمسكين بالمثل الشهير القائل ( اللي تعرفو أحسن من اللي ما تعرفوش ) رغم ان العكس أحياناً يكون صحيحاً !
فلتكن خياراتنا أوسع من حدودها الضيقة ، فلا يعقل أن نُصاب بحالة من الثبات والجمود وكل ما حولنا يتغير ويتبدل ، ولا متعة أكبر من متعة اكتشاف الذات ، قدراتها وخفاياها ! ومن ثم التعامل معها بمرونة لتستطيع التأقلم مع كل متغير يحدث حولها . بل لتكون هي المتغير الرئيس في الحدث ، فلا عجب أن بعض الأشخاص تصنعهم الأحداث ، والبعض الآخر هم من يصنعها ، فالتغيير المستمر هي علامة ايجابية على تطور الإنسان بشكل عام ، لأن تطور الإنسان لا يقتصر على النمو الجسدي ، بل يرافقه نمو فكري ومعرفي ، وهذا لا يتعارض مع الاستقرار ، بل ينبغي أن يتماشى معه ويوازيه . ولنتذكر دوماً بأن 
الوقت لا يعوض .


12/02/2016

أنْشودَةُ الْقَدَر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَيْلٌ غَفا على نُهودٍ هَدَّها الْألَم
والصُّبْحُ يَلْهو في مَواخيرٍ بِها ارْتَهَن
وَالْوَقْتُ لعْبَةٌ لِأعْداءٍ لَنا رَسَن
وَالْعَقْلُ جُنَّ والْوُجودُ دَم
وَأرْضُنا تَصيحُ مِنْ أبْنائها الْهَمَل
فَمَنْ لِأُمٍّ ذَلَّها سَفَلَةُ الذِّمَم
وَمِنْ نَجيعِها فَقَدْ ضَجَّ لَهُ الْعَدَم
تَدورُ والدَّمْعُ بها تَسْقي بهِ الدِّيَم
وَاللّيْلُ لا يَتْرُكُ أنْثاهُ بلا شَجَن
عَزْفٌ مَريرٌ مَزَّقَ الآهاتِ تُمْتَهَن
تَتْلو على أبْنائها أُنْشودَةَ الْألَم
عُمْيٌ وَصُمٌّ دَبَّ فيهِمْ تَلَفُ الزَّمَن
حُثالَةٌ وَفي الْوُجودِ آيَةُ النَّدَم
ألَم ..
نَدَم ..
ألَم ..
والْأرْضُ لِلْجَزَّارِ مِلْؤها ..
غَنَم .
نَعَم ..
غَداً نَصيرُ سادَةً وَسَوْفَ نُحْتَرَم !
وَسَوْفَ يَغْدو عَيْشُنا بالسَّمْنِ وَالْعَسَل !
وَالذُّلُّ مِنْ حَياتِنا غادَرَنا ارْتَحَل !

والْفَقْرُ وَلَّى والْفَقيرُ عاشَ بالنِّعَم !
!!!!!! أُمَّاهُ فُكّي قَيْدَنا بِيَدِكِ الرَّسَن 
 !شِخْنا وأصْفادٌ لَنا زَرَدُ الْحَديد
أطْلِقْ إلهي الرُّوحَ مِنْ قُمْقُمِها الْعَنيد
تَمُرُّ أحْلامٌ تَموتُ مِنْ أسىً شَديد
وَالشَّمْسُ تأتي بالْجَديدَيْنِ وَلا جَديد
( والْموتُ ، والْميلادُ ، والظَّلامُ ، والضِّياء ؛)
زَغْرودَةُ الْأمَل
وَصَرْخَةُ الْكَفَن
أنْشودَةُ الْحَياة
أنْشودَةُ الْألَم
  .. إرادَةُ الْقَدَر
بالْعَدْلِ والسَّلام
بالْحُبِّ والْقَمَر
يَحْيا الْبَشَر
مِنْ غَيْرِها فَالْعَيْشُ في خَطَر
واغْسِلْ إلهي أرْضَنا بالْحُبِّ والْمَطَر
حتّى تَصير جَنَّةً نَجلو بها النَّظَر
فَما اجْتَرَحْناهُ بِحَقِّنا
جَريمَةٌ .. جَريمَةٌ لَيْسَتْ بلا ثَمَن

La dernière post

منين جات آلو 'Aloo' 9 إجدشي عليك