10/08/2018

شِّتَاءٌ يُشْْبِهُ بَعْضَهُ


أُولَئِكَ الذينَ لَم يَظَلُّوا أَوْفِيَاءَ لِرَذَاذِ المَطَرِ حِينَ يُنْعِشُ التربة العَطْشَى .
وللأوراق التي تَهَاطَلَتْ مِن عَلْيَائِهَا لِتَفْرُشَ الطُّرُقَاتْ .
وَللسُنُونُوَاتِ التي اتَّخَذَتْ من سُطُوحِ البِنَايَاتِ أَعْشَاشَهَا .
والذين اغتروا بالصفاء وتخلوا عن معاطف الحياء 
وسارعوا للشطآن والسرحان والسهر 
لا يَسْتَحِقُّونَ مُقَاسَمَتَنَا فَرْحَتَنَا بالطبيعةِ وَقَدْ ارْتَدَتَ حُلَّةَ الشتاء .

الشِّتَاءُ لا يَأْتِي مُخْتَلِفًا بَلْ يُشْبِهُ بَعْضَهُ

مَن لا يُطِيقُونَهُ قَدْ حَمَّلُوا خِيامهم وهمّوا بالرحيل .
من أرضهم إلى أماكن سَتُصْبِحُ أَرْضَهُمْ 
ومن الطبيعة إلى الطبيعة .
دون أن يُحْدِثُوا جلبةً وغير مخلِّفينَ فراغًا .
الرَّاحِلُونَ من البَدْوِ يَبْرَحُونَ مَوْطِنَ الثلجِ نَحْوَ أَرَاضِينَ تَضْمَنُ لَهُمْ البَقَاءْ .
هَكَذَا وَجَبَ أن يَكُونَ رَحِيلُكَ
بَلْ وُجُودَكَ قَبْلَهُ .
لِمَا لَمْ تُخَفِّفْ وَطْأَ تَجْوَالِكَ بِالجِوَارْ .
لِمَا فَعَلْت ، فَأَنْتَبِهْ ، فَأَلْتَفِتْ ، فَأَرَاكْ . 
أَتَعْلَمُ أَنَّ الشِّتَاءَ كَمَا اعْتَدْنَاهُ خَيَّمَ بَاكِرًا ، افْتَرَشَ المَكَانُ احْتِفَاءًا بِقُدُومِهِ جُلَّ أَوْرَاقِ الخَرِيفْ .
تَلَبَّدَتْ سَمَائِي بِغُيُومِهِ وَتَجَمَّدَتِ الأَحَاسِيسُ مِنَ الصَّقِيعْ .
أَضَعْتُ بَوْصَلَتِي إِلَيْك سَأَنْتَظِرُ حَتَّى يَجِفَّ الحَطَبْ ، عَسَاهُ يَشْتَعِلُ مِنَ الشَّوْق وَيَكُونَ مَنَارَتِي التي تُنِيرُ العَتْمَة وَتَنْتَشِلُنِي مِنَ التِّيهْ .

عَبَثًا كُنْتُ أَتَشَبَّثُ بذكراك هَا أَنتَ تَتَلاشَى ، تُغَادِرُنِي وَلا تَصْمُد تَمَامًا مِثْل الوِشَاحْ الذِي خَاطَتْهُ جَدَّتِي ، تَطَايَرَ مَعَ هُبُوبِ الرِّياحْ .
أَتَعْلَمُ أَنَّ الشَِّتَاءَ كَمَا اعْتَدَْنَاهُ لَيْلُهُ طَوِيلْ .
دُونَ صَخَبٍ مُوحِشٍ ، يُؤْنِسُ مِنْهُ وُجُودُكَ في البَالْ ، قَبْلَ تَغَيُّرِ الحَالْ .

عَلَى زُجَاجِ النافذة رَذَاذُ مَطَرٍ أَتَى مِنْ بَعِيدْ غِبْتَ وَلَنْ تَجْمَعَنِي بِكَ صُدْفَةٌ وَلا مَوَاعِيدْ .
الشِّتَاءُ يُشْْبِهُ بَعْضَهُ ، أَنت فَقَطْ صِرْتُ مِن أَعْوَانِه ..

8/31/2018

قلبي عندك



قلبي غادي، عندك!
معناها ندق مع قلبك 
معناها نجري مع دمك 
نسري في عروقك كي النسمة،
نمشي على لسانك كالكلمة
إنت تفكر وأنا نفهم 
عيونك تسرح وأنا نحلم
إنت الفرحة وأنا البسمة ..
قلبي يشوفك 
ويسمع خوفك 
ويشم كلامك 
ويتبننو
كيف ما تتبنن روح الأرض المطر ..
 يمس ريحتك 
ويمشي في زناقي عينك 
ومايضيعش ..
قلبي غادي، عندك
قلبي عندك فارح

8/16/2018

أَغْرَاسُ الْحَيَاه


بَيْنَ شَطَّيْ الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبِلَ، يَجْرِي نَهْرُ الْحَيَاةِ ثَمِلاً بِعَقِيقِهِ الْفَخْمِ ،لِيَصُبَّ فِي بَحْرِ أَرْضُ لِتَسْتَيْقِظَ، وَاِتَّضَحَتْ خُطُـــوطُ الْأُفُــــــقِ،

وَاِنْتَشَرَ أَرِيجُ الْأَزْهَارِ الْمُنَوَّرَةِ عَلَى الْأَسْوَارِ، وَاُشْتعلَ لَهِيبُ الشَّمْسِ فَتَضَوَّعَتْ رَائِحَةُ النُّضْجِ فِي الْغُصُونِ،..

الْفَـــأْسُ فِي يَد الْفَـــلَاَحِ شَقَّتْ قَلِبَ الْأَرْضِ فَتَحـــرَّكت فِيهَا روَاكـــِدُ الْحَيَاةِ، وَفَاحـــتْ رَائِحَةُالْبُذورِ، وَتَقَلَّـــــبَتِ فِيهَا كَـــوَامـــن الْألَمِ الْأَبْكَـــمِ والكِـــدِّ الْمَحْـــــتُومَ...

وَاِخْتَلَطَ النُّمُوُّ الْجَدِيدُ بِعُرْفِ الْجُذُورِ الرَّاسِخَةِ، وَطُفُولَة الْحَيَاةِ بِشَيْخُوخَةِالْأُصولِ، وَهَفَ النَّسِيمُ الْعَابِرُ يَنْثُرُ الْعُطُورُ يُعْلِنُ الْعُبُورُ بَيْنَ الْجِبَالِ وَالتِّلَالِ يُلْهِمُ الْمِدَادُ فَيُنَيِّرُ السُّطُــورُ..


كُلُّ مَا يُحْدَثُ وَحَدَثَ عَلَى هَاتِهِ الْأَرْضَ عَاطِفَة مَرْكَّبَةٍ لَا تُوصفُ وَلَا تُحَدُّ، يجْمَعُ حكمةَ الْقُيُودِ وَ الْحُدودِ، وَالْأَفْنَان تَعْرَجُ إِلَيْهِ ناسجة مِنْ وَرِيقَاتِهَا سدُولاَ مُتَحَرِّكَةُ فِي سُكُونٍ،

يُرْبِكُ النَّفْـــسَ فَتُدَرِّكُ الْمعْنَـــى...

هُوَ الشَّوْقُ قَدْ ثَارَ و فار للرّياضِ الْغَنَّاءَ، فَأُطْلِقَ مِنْ وِجْدَانِكَ شَخْصًا مَجْهُولًا يَطْمَعُ فِيوَجَعٍ، وَتَفطرُ إِلَى الْبَعيدِ السَّحِيقِ، تُنَبِّهُهُ الْمَحْسُوسَاتُ وَتُزَكِّيهِ ،الْمُدْرَكَاتُ وَتُؤَجِّجُهُ الذِّكْرَيَاتُ..

فَأَنْتَ أَيُّــــهَا الْإِنْسَانَ صُورَة مِنْ مَلَاَيِين الصُّوَرِ الْحَيَوِيَّةِ الَّتِي نَهَضْتِ لِتَفْهَمَ الْحَيَاةُ كَمَا نهضَ جَمِيع أُولَئِكَ الْمسَاكينَ، فَوَقفْتَ تُلَقيَ الْأسْئِلَةُ عَلَى الْعَابِــــرِينَ،

تَسْعَى بَيْنَ شَخْصِ مُتَطَاوِلٍ شَغُوفٍ أَوْ مَازَحَ مُسْتَقْصي فَحَسْبُ، فَتُدَرِّكُ أَنَّ الثّبَاتَ مَنْسُوج مِنَ الْوَجَلِ والإضطراب وَبَعْضُ الْألَمِ الَّذِي يَخْلُفُهُ تَعَاقُب الْمَوَاسِمِ وَتَتَالِي الْفُصُولَ، وَأَنَّ الْبَقَاءَ مَصْنُوع مِنَ التَّغَيُّرِ وَالتَّحَوُّلِ..

بِاِتِّسَاعِ الْأُفُقِ الرّحبِ وَعُمْقِ اللَّيْلِ انْشُدْ أَنْتَ الإختِلاء وَالسَّكِينَةَ وَراءَ تِلَال فُصِّلَتْ بَيْنُ عُمْرَان الْبُشْرِ الضَّاج الْمُقَيِّدَ وَعُمْرَانَكَ الْمُسْتَقِلِّ فِي حِضْن السُّكُوتِ الْغيرِ مُتَناهِي، هُنَاكَ تَكَون فَرِيداً في مملكتك الْفَيْحَاء تَنْقِضُ أَحُكَّامَ الْفِنَاءِ،

مَمْلَكَة الْكِتْمَانِ وَالْجِمَالِ وَالْجَلَاَلِ فَحِينهَا فَقَطُّ تَعَرُّف مُعَنَّى الْحَيَاةِ....أنتَ الْحَيَاة لِأَنّكَ تَشْرَحَ الْحَيَاةَ ،....فِي مِحرَاب التّبتُّل وَالْهِدَايَةَ الْإلَهِيَّةَ ،وَحَّدَهُ اللَّهُ وَمُسَايَرَةُ الْأَقْدَارِ سَبِيلنَا لِلْإِجَابَةِ عَلَى كُلُّ عَلَاَمَة اِسْتِفْهَام مُكْتَسِبَةٍ أَوْ فُطْرنَا عَلَيهَا.. وَحدَهُ رُضَابُ الطَّبِيعَةِ مِنْ مَنْبَعِهِ إِلَى مَصَبِّهِ لِمَا يُظَهِّرْهُ مِنْ أَرْيَحِيَّةٍ وَوَفَــــاءٍ 
فَتُدَركَ مَعَنى الْحَيَاةِ وَسِرِّ الْفِنَـــاءِ وَتُلْقَّنُ دَرْسَ الْعَطَـــاءِ.

6/20/2018

هي فقط حياة

هي حياة يا سيدي

هكذا هي كل الأيام
نكتبها سطورا وننثرها أوراقا دون موعد ولا ميقات
قصور هي، تداعت حصونها إلى الأبد، تسافر لها الروح كلما حنّت لذلك الماضي، لتلك اللحظات الثمينة التي استنشقنا فيها ذرة الأمل، حيث ولدت الحياة، وتشابكت الأيدي وبنيت الجسور التي عبرناها، وبين السطور اندثرت مبانيها،
عطر يخضب أمسياتي، ويزعزع أركان الوجدان الذي يحويك،
هي حياة يا سيدي، وما أجمل أن ننصهر تحت زخات المطر، ونختبئ سويا تحت وريقات خضراء تغمرها الحياة، فحتى العاصفة المارة بالجوار لا تطأ أشواقي المنبسطة، في سبيل أن نلتقيَ من جديد، ونشيّد معبدَ التوحيد والأبدية،

6/19/2018



لغة الحُبِّ





قالت له يوماً: حدِّثْني عن لغة الحب
فقال: إنَّ لغةَ

الحُبِّ في أقسامها وأنواعها تشبه لغةَ الكلام، فالكلمة: اسمٌ وفعلٌ وحرف، والحبُّ عينٌ وشَفَةٌ ولمس!

تجد معنى ثبات الاسم والتشخيص في ثبوت العين وشخوصِها عندما تقع على عين الحبيب!

ترى تجدد الفعل وحدوثه في تجدد حركة الشفة وحدوثها عند رؤية الحبيب، تراها ابتسامةً مرسومةً، أو ضحكةً مسموعةً، أو سعادةً محسوسةً!!!



كما أنَّ الحرفَ يربطُ بين الكلمات، ويدل على معانٍ كلية؛ كالنفي والشرط والاستفهام، فاللمس يعقدُ علاقةً بين اثنين، ويدل على معاني الحب...

وهكذا، تزيد في التراكيب والأساليب والمعاني من أقسام الحب الثلاثة كفعلك في أساليب وتراكيب الكلام.



فالعينُ قد تتوسع في معانيها حتى تصلَ إلى نظرات الشوق أو الحزن أو الدَّلال، إلى غير ذلك من معاني العين التي لا يقرأها إلا عاشق...

والشفة تتعدد أساليبُها إلى انبساط، وانقباض، وانضمام!
أما انبساطها فابتسامُكِ، وأما انقباضها فبؤسكِ وعُبُوسكِ، لكنَّ انضمامَهآآ...آه آه من انضمامِها. 
لا أدري لماذا أجد في انضمامها ضِرامي واضطرابي؟!


عند انضمام شفتيكِ تسترخي أعصابي، وتنبسط عضلات جسدي. في انضمامها فتورُ جسمي، وخمولُ عقلي، لكن فيها نشاط قلبي وحياته...

تسري كهرباء الحب من موضع ضمتها حتى تستقر في قلبي، فتُوَلِّد هذه المعاني، وهذه العواطف، وهذه والأحاسيس!

أتدرين ما كل هذا؟! 
إنها نشوةُ الخمر ولذتها التي سرقتُها من حِرْزِ شفتَيك! تُرى، هل عليَّ في ذلك حد؟!

الآن أحدثُكِ عن تراكيب اللمس، هناك تركيبٌ من تشابك الأيدي والأصابع، وتركيبٌ آخر من تعانق الأذرع غايتُه عناق القلوب!!!

إنَّ بلاغةَ العناق تكمن في تعبيره عن الأشواق بلفظ مختصرٍ مفيدٍ!

يا معنىً نسوي سماوي حار في إدراكِه لفظي الرجولي الأرضي! هلا تكرَّمتَ بالهبوط من سماء الخيال إلى أرض الحقيقة، حتى يوافق اللفظُ معناه، ويطابق الكلام مقتضى الحال؛ فتنشأ منه بلاغةُ الحب؟!

مدادُ الكلام أسود، ومدادُ الحب أحمر...
لغة الكلام يقفُ أمامها حاجزُ اختلاف الأقطار والبلدان، أما لغةُ الحب فلا حواجزَ أمامها؛ لأنها لغةُ الحب، لغةُ الإنسانية، لغةُ الوجود؛ لأنها من عين وشفة ولمس، لا من اسم وفعل وحرف!

قد عدتُ إليكِ من جديد

…والآن ، هاقد عدتُ إليكِ من جديد
لقد مضت الثّورة لتُلقي جنينها في نهر الحياة الملوّث بالفقر و الأوجاع
و عدت أدراجي أحمل سلاحي المكسور و أجرّ حصاني الجريح و على ظهرهِ رميت أكياس الخيبة و الخذلان
...
آآآه يا ملاكي لو تعلمين رعب أن يموت الفقير في ملابس رثّة و دون أن يعرف طعم الحبّ أو طعم العناق .. و دون أن يشبع يوما من الطعام و يركض في البراري سعيدا كالأولاد

..

و الآن … أعبر الجبال الشامخات منهكا و حزينا .. لأعود إليكِ
سأحدّثك في ليالينا القادمة و نحن متكوّمين كقطّين بريئين بجانب موقد النّار عن المعارك الخاسرة الّتي خضتها من أجل تحرير الإنسان من الشرور و الأوهام .. سأخبركِ عن الرصاص الّذي لا يرحم ، عن الرّضيع الّذي تكلّم قهرا 
..

عن المشرّدين الذين عرفتهم ، عن الحيارى الذين قابلتهم ، عن الجياع للحنان و العطشاوات للحبّ و الرعاية .. 
فقد أدركت بعد كل تلك المعارك و الخسائر أنّ البشر لا يتقاتلون من أجل الغذاء و الثروات و الأديان كما كنت أتصوّر .. إنّما هم يا حبيبتي يستَجْدُون الحنان بالرصاص و الحبّ بالمفخّخات و الكرامة بالقنابل و التفجيرات
لو أحبّوا و تمتّعوا بحبّ الآخرين لهم
لو فهموا الحبّ .. لو أوغلوا في شعابه و تنسّموا نسائمه
لو عرفوه حقّا .. لو تعلّموه منذ نعومة الأظافر لما آمتدّت أيديهم يوما للسلاح
صرت يا حبيبتي متشردا في عرض هذه البلاد ، أحمل حزني و أمضي نحو الغاب و نحو التلال
هربت من الليل و عتمته
...
هربت من النور و نشوته و جبت الشوارع و المدن و وقفت عند عازف الكمنجة
عازف يرتل حزنه بلحن سرمدي و الناس حوله ينشدون و يصفقون و لا يلمحون الدمع بعينيه و لا يلمحون البؤس المخيم فوق تفاصيله 
.بين تراتيل اللحن عادت ذاكرتي تمشي أحيانا و تركض أحيانا و تسقط مرات و مرات كالحزن القادم من ثنايا الحنين
..

فآفتحي ذراعاك على بعد آلاف الأميال فإنّي سأراهما من هنا فأنزع المسافات و الآفاق و أدخل في روحكِ لأعيش فيكِ ما تبقّى من العمر
آفتحي ذراعاك .. و آنتظريني في السهول و الحقول .. فسأغادر المرتفعات و التلال .. و أعتزل الحروب و 
القتال .. لأتسلّل إليك و فيكِ .. كالرّضيع .. كالحلم .. كالقصيد .. و لن أغادركِ للأبد 


5/07/2018

-نصٌ بأسلوب


لا تراودنا الأحلام أو الكوابيس حتى...
لا تلتهمنا الأيام والسنوات العجاف أصلا..
نحن من نلهم الحال كحالنا ونبكي ونصنع الدراما ومن ثم نقول ألا يا ليتهم يغتربون عنا.
نحن من نشيد الألم فيُصنع الندم
نحن من نبني للوجع قصرا
ونترك له فصلا
يُكتب من تلقاء نفسه فلا يحتاج لنا أصلا
ولكل دوره..
فيتقنه.

لطالما حلمت بحياة غير هذه الحياة
لا كفرا بنِعم الخالق علي
بل رغبة جامحة تتملكك أن تكون غير الذي أنت عليه
ترى حالك أنك خُلقت أن تكون نصا بأسلوب
لا يهم ماذا قيل في حقك أو عن أي الأمور يسعك أن تمر 
وتنسج من الخبايا ما يسعك نسجه
كل هذا لا يهم ولن يفيد وحتى إن أفاد
فلن يضفي على ملامح وجهك أي تغيير

أنت الساكن في المكنون
أنت المسمى بالمجنون
أنت الذي فوض أمره لصاحب الكاف والنون
أنت الذي لا يسعه أن يكون
أنت المار بكامل السكون
أنت المختلف حتى في الظنون

أنت القاطن ما بين القرطاس والقلم
أنت الذي أدمعت عيناه بكامل الألم
أنت الذي كتبت وكتبت وكتبت 
فرمقتك كل البصائر بالندم

لا ندما على كل غريب قد مر 
لا ندما على ما قرؤوه من أسطر
ولا ندما على ما كان يجب أن يُعبر فلم يُعبر
حروفك التي شكلت كلماتك... دعها هكذا بلا هوية
دعها متنصلة من التحليل
متجذرة بكامل الغرابة والغموض
فلطالما قيل في حق الصورة التي تخصك
أنك غامض بما يكفي
فكن هكذا وابقى هكذا

دعني أخبرك عن الفرصة التي تأتيك إلا مرة
كالموت الذي لا يأتي إلا بغتة
فلا تغتنمها ولا تدري ما الحجة؟
أتراها الحياة زرعت في عقلك فتنة؟
أم أنت الذي اخترت أن تكون في وضع صامت بلا رنة؟

واقع أفقدك كل تلك الأزرار رغم وفرتها وأبقاك مع الماضي وذكرياته 
 !! والماضي لم ينفعك بالمرة

فدعنا من أي ماض قد غمرْنا حالنا فيه
ودفنا العقول هناك بتراب من الذكرى الخاوية
دعنا من يد غمرتنا بالحب يوما
بقدر شوكها المنغرس في الوجدان
دعنا من هم الأنا وتراكماتها التي لا تنتهي
دعنا من حِمل الغير علينا
دعنا من كل سبابة وُجهت صوبنا بلا خشية أو حياء
دعنا من المرآة ولنتركها قليلا
ودعك مني وخذ مني هذا الكلام فحسب
كن انسانا ذو اسلوب ! اسلوب يميزك و كن به راقيا 

5/04/2018

لا بأس !!




تمثّل بعضُ الكلمات نُقطةَ نهاية الجُملة ليصمت بعدها كلّ الكلام ، كما يمثّل بعض البشر نهايةَ الحياة وعندهم تمُوت الحياة ..

وحين تضيعُ الحروف ، ويرحلُ الناس فلابأس! نهايةً لكلّ بدءٍ ، وقطعًا لكلّ استئناف ..

بعدَ بضعةِ عثراتٍ واجهتها على مضمارِ الرّحلة أيقنتُ أنه لا بأس ، لا بأس ببعضِ التعثّر ، كما لا بأس ببعضِ الركون ، ولا بأسَ ببعضِ اليأس مع الأمل ،،
لا بأس ببعضِ التّيهِ في الطّريق ،،

لكن ، حتّى متى تظلّ أرواحنا شاردةً كأمواجٍ ضرّها طُولُ الهجيرِ تنتظرُ أن ترتمي في أحضان شطآن الشوق الدافئة ؟! .


حتّى متى ينبلجُ فجرنا على حين غرّةٍ منّا وغفلةِ سِنةٍ ما حسبنا أنها تسرقُ جذوتنا وتُخدّر معها بقايا شغفٍ عشنا به ؟!

لا بأس ، فالطّريقُ لن يمنحنا مزيدَ فُرصٍ إلا إذا انتزعناها منه ،،

لا بأسَ علينا في هذه الحياة ما دُمنا نسير هل حقًا نسير ؟! أم أننا لا نشعُر حين نقفُ أننا نقف ؟! .. هل نمضي في الطّريقُ قُدمًا ، أم أننا نتراجعُ دون أن ندري حتى نعود لنقطةِ البداية من قديم ؟!

هل العودة إلى نُقطة البداية تمنحنا فُرصة الاختيار من جديد ؟! ،
أعيد القول انه
لا بأس ، على أيّ حالٍ نحنُ نعود .
تلك الرّسائلُ المَنسيّةُ في صندوق أحدهم والتي عانت طويلًا من كثرةِ الإهمال ، لا بأسَ بها ..

لا بأسَ ببضعةِ رسائلَ لن تصل ، أو بكثيرِ رسائلٍ وصلت ثمّ لم تُقرَأ ، نحنُ لا نعيشُ لنكتُب ، ولا نعيشُ ليقرأ أحدهم مطوياتنا المنسيّة .. على أيّ حالٍ ، لا بأس سنكتُب .

لا بأسَ ببعض الرحيل ، كما لا بأسَ ببعضِ الغياب لا جَلبًا لأشواق مَن نُحب ، ولا حاجةً لمذلّةِ سُؤال ، بل التماسًا لحلقاتِ وصلٍ بين ليلِنا وضُحانا ، وطلبًا لاستافقةٍ نُدرك بها بُزوغ فجرنا الآتي ..  !!


5/03/2018

جريمةُ مُجتمعٍ بحقّ فتاة



الفتاةُ ، والمُجتمع
شيئان يُهذّبان طباعَ الانسان : عقائدُه والزّمن 

ومنذ عُصور الجاهليّةِ الأولى كانت النساء عوانًا عند الرّجال لا يملكن لأنفُسهنّ شيئًا ، بل لم يكُن وُجودها يمثّل شيئًا سوى أنّها متاعٌ ومرتعٌ لشهواتٍ حيوانيّةٍ ووعاءٌ يحفظُ النّسل ليُفرغ ثمّ يُعاد ملؤه في أيّما إنسانيّةٍ ورحمة ..

فضلًا عن ذلك هي لا كيان لها ، لا حساب لعقلها ، لأهوائها ، بل لا حساب لها من الأساس
 .. 

ثمّ جاء الدّينُ الحنيفُ ليمحي آثار الجهل والغيّ ، وليمنح المرأة حقها في حياةٍ كريمةٍ ، ويرفعَ مَنزلتها ، يُحيي رُوحها وينهضَ بعقلها لتُثبت المرأةُ للعالم أجمع في عصر صدرِ الإسلام أنّ المرأةَ قيمتها فوق السّحاب تُعانقُ الأُفق ، وأنّ منزلتها فوق هاماتِ كثيرٍ ممن يُسمّون " رجال "

لذا فقد هذّب الدّينُ طباع البشر ليُعلن النّبيّ الكريمُ عن معنىً جديدٍ نزيهٍ لكون النّساءِ عوانًا عند الرّجال لا يملكن لأنفسهنّ شيئًا 

وعلى مدار حقبٍ من الزّمن مُتتالية بزغ نجمُ المرأةِ كحاضنةٍ للأمّة ووليدةَ فجر المُجتمع ، تنهضُ بأعباءِ النّصف الأول لتُقيمَ ذاتها وحياتها لتلد النّصف الآخر فتبدأ رحلةُ التّهذيب والتّقويم على أُسسٍ صحيحةٍ ومنهاجٍ قويم
 ..

لكنّ الزّمن الذي ظننّاه عَونًا للبشريّة يُهذب السلوك ويُجمّل الطباع كان على النّقيض من ذلك فاستفحشت طباع البشر ما إن تخاذلوا عن عقائدهم وتباعدوا عن نهجِ دينهم الحنيف فعاثوا في الأرض فسادًا يُغيّرون المبادئ ويطمسون الحقائق تحتَ مُسمّياتٍ جديدةٍ واهية  

والحقّ أنّهم لم يعودوا إلى ما كانوا عليه من جاهليّة وحيوانيّةِ في العصور القديمة ء وليتهم فعلوا ء ، كما لم يسيروا في درب الإصلاح الذي شرعه لهم ربّهم ، بل اتّخذوا من مُنحيات الطريقين تعرّجاتٍ تُفضي بهم إلى طُرُقاتٍ سوداء مُدلهمّة ،، وانطلقوا في غباءٍ يمزجون اللونين الأبيض والأسود ظانّين أنّ هذا تقدّمٌ وتمدّنٌ وتحضّر لتختلط عليهم الحقائق فلا يتبيّنون الحلال من الحرام ، ولا الخير من الشّر ، ومع آخر قطرات البياض التي غمسوها في وحل الظلام توارت فطرتُهمُ السليمة فانطلقوا هائمين في الأرض ، لا وجهة ولا هويّة ..

و من بين ضحايا التشوّه كانت الفتاة ،، تلك الزّهرةُ اليافعةُ التي حاولت على استحياءٍ أن تنبُت من بين الوحل والطّين لتشقّ طريقها من جديدٍ لعلياء السّماء تنشُدُ الفضاء والسّعة 


من جديدٍ لم تكُن تُمثّل لهمُ الفتاةُ إلا صورةً مُنعكسةً لعُملةٍ صدئةٍ يظنون إلى الآن أنّهم طمسوها لكنّهم ما فعلوا إلا أن غيّروا طلاءها من الخارج وظلّ الدّاخل بخباياه مستورًا كما هو ،، فما آلت إلا أن أصبحت آلةً يضعونها أينَما أرادوا ، غاضّين طرفهم عن كينونة إنسانيّتها وأنّها بشرٌ من لحمٍ ودم ، فحصروا دورها في بيتها تخدمُ الرّجل وتنجبُ الأبناء لتُربي لكنّ المرّة هذه عن جهلٍ وخَيبة 

أما حياتها ، وفكرها ، وعقلُها فلا مجالَ لتفاهاتٍ نحن في غِنىً عنها 
..

وما زاد الطّين بلّةً أنّهم ادّعوا أنّهم يتفانون في سبيل ذلك إسعادًا لها وتأمينًا لحياةٍ مُستقرّة كانوا هم أبعد النّاس معرفةً بها
 ..

وحين بدأت الفتاةُ تعي من أمر دُنياها وحياتها ما تَعي ، تحلُم وتأملْ ، تنشُد المعرفةَ والخبرةَ ، والعلم والاستقلال تهجّموا عليها كأنّما هذا ليس من حقوقها التي كفلها لها الدين وكفلتها لها الإنسانية ، فتشدّقوا أنّ الحُلم عيبٌ في حقّها ومذلةٌ ومذمّةٌ تلتصقُ بها ليُثنوها عمّا طمحت إليه : أن تكون بشرًا يتعلّم ويُقرّر 
..
وعلى النّقيض من هذا فقد سلك قومٌ آخرون الطّريق المُعاكس الذي لم يفترق عن الآخر سوى أنّ سوادهُ أشدّ قتامة 

فتشدّقوا بحُقوق الفتاة ، حقها في حُريةٍ مزعومةٍ بلا رادعٍ من الفطرة والدين ، وحقّها في أن تسيرَ حياتَها دون لافتات توجيهٍ أو إشاراتِ مُرورٍ تُعلمها متى يجبُ عليها الوقوف ومتى يكون التحرّك ، فانطلقت الفتاةُ تحت دعوى التحرّر إلى عالمٍ بشعٍ سلبها براءتها وطمس هويّتها وذهب بعقلها فلا عادت تصلحُ وعاءً ولا غيرَه ، ونبذت الجهل  كما ادّعت  من حياتها لتقع في جهلٍ عميمٍ ألا وهو الجهلُ عن دورها الذي خُلقت لأجله
 ..

ألا عجبًا لهؤلاء القوم ، قومٌ سلبوا حقّ إنسانيّتها ، وقومٌ تركوها صيدًا لمُسمّى الإنسانية 
..

وبينهما ضاعت الفتاةُ حتّى أصبحت همًا للأمّةِ وعالةً عليها لا عائلًا لها ، تحتاجُ أن تُربّي نفسها قبل أن تُربّي النشء وليتها تَعي هذا 

إنّما هي تخرّج لنا دُفعاتٍ من أجيالٍ مُهلهلةٍ تحيا كالحيوان تأكلُ وتشرب وتجري كالمُنوّم خلف شهواتها
 ..

هلّا أدرك القومُ أيّ جريمةٍ يرتكبون بحقّ هذه الأُمة قبل أن تكون جريمةً بحقّ الفتاة وحدها ؟! علّهم يُدركون حينها قيمةَ مكانتها فيقدرون الأمور قدرها ، أو يثوبون إلى رُشدهم




4/20/2018

 28 افريل 2014 : التاريخ هذا قداه عندي معاه ذكريات متموتش  !!

الباك سبور !
رجعت بيا ذاكرتي لليوم هذايا و رجع ببالي برشا حكايات ، برشا ادرينالين ! برشا سعادة

اليوم كي نشوف التلامذة فرحانة و برشا ناس تنبر !!
نتفكر هالتاريخ و تترسم علا وجهي ابتسامة عريييييضة ! و نحس الي نفسي تضحك وحدها و  كاني نعيش التاريخ اليوم ..

برشا اولياء تكبس علا صغارها .. نحب نقوللل سيبو صغاركم !!
سيبوهم يعيشو كل تفاصيل تجربة الباك .. كل تفصيلة صغيرة ليها برشا دروس ، نحكي علفرحة الي بش تحسوها انتم كي ينجحوا .. كي التعب يتوج بزغاريط .. سيبوهم و عيشوا معاهم اللحظة ..
نتفكر هاكا النهار حليت عيني الصباح كلمت و كلموني صحابي شطرهم مرقدوش يستناو .. لا فهمتو خوف خاطر ساياي الامتحانات الرسمية قربت لا فهمتها فرحة ..
نتفكر و نتفكر .. تلمينا " معهد المنجي سليم " تلامذة الكل .. الكلها تضحك و تتبسم في وجوه بعضها تضحك للي تعرفو و ما تعرفوش من غير ما تشعر .. نحكيلكم علا ادرينالين ممزوج بكل انواع الاحاسيس !!
محلاها كلمة ربي معاك ملجيران لصغار الحومة .. محلاها هاكا المراول الموحدة ، الي عديناه نصممو اكثر ملي قريناه !
نتفكر احنا البنات كي كنا نخمموا اش بش نلبسو و كيفاه بش نتزينو !
موضوع الزينة وترنا اكثر ملمراجعة ..
نتفكر و نتفكر الاساتذةو قداه حبيتهم كي يخممو علينا اكثر من والدينا .. و ماذابيه لو كان يلقا كيفاه يجيبلك كل الاسئلة و الاجابات الي تنجم تطرح .
نتفكر  كي بدينا نعديو .. رصاتلي نتنافس انا و اقرب صديقة ليا !! ههه سبقتها اما كي و صلت تلفت ورايا قلتلها ايا اني نستنا !!
نتفكر كي بدينا نعديو فل الجمباز !! الكلنا قسم كامل بكل فينا من طاقة نشجعوا في كل فرد فينا يبدا يعدي ..
نهارتها شعري تحرق ملفلام ! اما باقي ميهمنيش ؛ يتعوض ..  اما النهار هاذا نعيشو مرة برك ..
برشا حاجات عشناهم بحب طاهر و امل واعد .. نتفكر كمية هايلة ملتفكير و التوتر تنحات بلهبل الي تعدا في هاكا النهار ! !!!
الباك سبور .. نقول لا افراط و لا تفريط .. لا في التجربة و لا في الاحداث الي ينجمو يتعاشو .. اكثر من انها فرصة للتلميذ يطيش من علا اكتافو حمل كبير .. اكثر من انهم احداث بش يترسخو بالذاكرة .. تضحك كي تتفكرهم و تبكي كي تتوحش صحابك .. تاقف علا اطلال برشا تفاصيل عشتهم كان انت .. و ليهم تحن ..
كيما انا تو .. شريط رجع ببالي 2014 !
و للي يقول ما تعطيش قيمة للباك سبور و للباك ككل راك بش تواجه ما اتعس بعد !!
لا يا سيدي كل فترة و حقها !!
اعطيها كارها و قيمتها ،اعطي كل حاجة قيمتها الي تستحقها اليوم بش غدوة تتطعمها .. و في النهار الي بعدو تحنلها ..
يوفا العام و تاخو الشهادة و يوفا التخطيط للتزرطيية و التصميم للمريول و تبدا فترة جديدة التخطيط للمستقبل .. فعيشوآآآآ الحاضر بكل ما فيه .. ما تعرفش غدوة شنو فيه !!

4/13/2018


على إثر آخر الاحداثِ التي تدور في بلادي ..

"#فاجعةٌـمؤسِفةٌـمؤلِمةٌـمُقرفةٌ" " هكذا ينبغي تسميتها !

وفاة صبي في عمر الزهور ، جرّاء #الجوع !!!

نعم الجوع!

في ظلّ الشعْوَذات و الاحداث السياسيّة التي ملللنَا منها يوميّا ، و في ظلّ التهافتِ على تقاسم المِيرَاث و المُساواةِ في الأموال لم نفكِّر البتّة في تقاسمِ اللّقمةِ مع الغَير !

لم نفَكّرْ في المُساوَاةِ بينَ الجِهاتْ ..

لم نهتم بحديثِ عمرِ بن عبْد العَزيز"ــ أنثروا القمحَ على رؤوسِ الجبال لكي لا يقال : جاعَ طيرٌ في بلاد المسلمين ..."ــ

يؤسفُني ان اقول مَات ابنِي جُوعًا !!

ماتَ مَلقيا على قارعِة الطّريقِ !

مات متأمّلا بغد أفضَل و لكِنَّ الغد لم يأتِي الا بريحِ الفرَاق ! حَمل معهُ الاحْلامَ و الطّفٌولة

غدٌ،حمل بقايَا إبتسامةَ صَغيرِي الخائفَة البريئَة الواعِدة ..

حَدث في بلادي و أنْ مات إبنُ المُسلمين ..

....

لطالماَ تسائَلْتُ :

إن كانَ المرءُ بلا رأسٍ

فلماذا نُسرفُ في قتلِهْ ؟

ولماذا هذا التنكيل؟

مادمنا نحيا بلا ضمير

فلماذا هذا الترحيل ؟؟؟!!!

أمواتٌ من أولِ منفى

هل يُقتلُ من عاشَ قتيل ؟؟

كلُّ منافي العُرْبِ و الإِنسانِيةِ رمتنا

نحوَ البحرِ بدونِ دليل

لم يبق حياءٌ يردعُنا ..

سيزورُ القحطُ مدينتَهم

لن يجدوا يوسُفَ ينقذُهُم

من رائحةِ الجوعِ البشري

****

في جنّتك ستسقَى بالخيرِ صَغيرِي ، و ستأكل من أَرض الرّحمان ..

و ستَكونُ روحك تحت جناح اللّه بأمان ..

و ستكفكف الدّموع و سيمرّ الزمان

و سنلتقي يوماً لاحدثك عن احوال الإنسان ..

في بلاد .. تناست الاسلام و الإيمان

****

#التلميذـالذيـيموتـجوعاـمشكلةـوطنـوليسـمشكلةـقطاع.

..



في الوطن..

 صدر موبوء باللجوء ..

منافيه وطن للوداع والدموع .

يصلب الحكاية على جسد متعدد الروايات ..

في القلب ثورة مغدورة وحفنة بكاء ..

أوصدها شبق الكبت .. 

وأعلام الحاملين لواء الزيف بفرح أصفر .

. وعهر أزلي يرسم الوطن ماخورا ممددا على الرصيف بكل هزاله.. وعريه.. وحشمته الفاضحة..

في الصدر .. 

في الوطن ..

في القلب..

في اللجوء..

هلوسة شاخ الأمل فيها على قيد الألم..

 الحلم تجاعيد خريفية لوَنت أوراق العقل على مهل..



 تغني الوطن الضائع في ملامح الليل

.. 

3/05/2018

قوة النّساء بين الرجال

شاءت الأقدار أن تقع عينيَّ على مقالٍ طويل في أحد المواقع يتحدثُ عن مكانة المرأة في المجتمعات عبر التاريخ مروراً بجميع الحضارات القديمة و انتهاءًا بالتاريخ الإسلامي ثم تسليط الضوء على عصرنا الحديث ..

لا أخفيكم أنني شعرتُ بضيقٍ شديد بينما كنتُ أقرأ عن حال المرأة في الحضارات القديمة و عصر الجاهلية قبل الإسلام .. كنتُ أجولُ بنظري لأقرأ كيف كانت روحاً شيطانية عند اليونان ! و كيف كانت القراءة عند الهنود والقدماء لا تليق بالمرأة حتى لا يقوى سلطانها على الرجل من خلال القراءة ! و كيف كانت عندما يموتُ زوجها تحرق معه على موقد واحد !

أحد رموز الهنود و القدماء طاغور على لسان شترا يقول : “إن المرأة يسعدها أن تكون امرأة فقط وأن تلف نفسها حول قلوب الرجال بابتسامتها وتنهداتها وخدماتها وملاحظاتها فماذا يجدي عليها جليل العلم وجليل الأعمال”.. و إنه لأشد الظلم لها !

و كيف كانت تمنع من الخروج من منزلها و تمنع من التعليم و تَملُّكِ أي أموال و ربما يصل الأمر أحياناً إلى بيعها للحصول على المال كما كان هذا في أوروبا في أوائل القرن التاسع عشر و القرون التي تسبقه !

اليهود والنصارى يقولون أن الذي أغرى آدم بالأكل من الشجرة هي زوجه حواء، و هي التي ظلت توسوس له وتزين له وتغريه حتى أكل من الشجرة، ولهذا يعتبرون المرأة هي أصل الشقاء البشري !

و لَكَم ارتاح داخلي حين بدأت العصور الإسلامية تظهر في السطور أمامي .. لأجد تغيراً أصفه أنه بمقدار 180 درجة فعلاً .. حين قَلَب الإسلام كل الموازين في الجاهلية و كل عصور الظلم السابقة لها ، فجاء الإسلام و أنصفها و أعني هذه الكلمة بالذات .. فلم أقل ساواها بالرجل بل قلتُ أنصفها و أقام ميزان العدل في تعامل المجتمع الإسلامي معها .. فهناك فرق بالتأكيد بين المساواة و العدل .. فللمرأة طبيعة خاصة تختص بها تميزها و تختلف بها عن الرجل و أرى عدل الإسلام يتمثل في قول رسول الله : "إنما النساء شقائق الرجال" فهي شقيقة الرجل يجري عليها ما يجري عليه من أحكام إلا ما اختصت به طبيعتها الأنثوية ..

ساوى الإسلام بين المرأة و الرجل في العقاب و الثواب و الجزاء و منحها حقها في الميراث لدرجة أن حصتها في بعض الحالات قد تفوق حصة الرجل من الميراث .. (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) .

و ترى المرأة في الإسلام تشارك في كل مجالات و معتركات الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو التجارية أو العلمية و حتى في الحربية .. فترى نساء المسلمين يبايعن رسول الله في فتح مكة و ترى الصحابية سمراء بنت سهيل تتولى أمور السوق وكانت تتجول في أسواق المدينة، وفي يدها سوط لتأديب المخالفين و كذلك كانت الشفاء بنت عبد الله في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه .

و ترى نساء المسلمين يسرن إلى المعارك جنباً إلى جنب مع الرجال، حاملاتٍ أوانيَ الماء وما يحتاج إليه الجرحى من اللفائف والجبائر وغير ذلك ، و كُنَّ إن تطلب الأمر يمتشقن أسلحتهن و يحاربن كالرجال ، و كان بعض الصحابة يأخذون الأحاديث النبوية من بعض نساء المؤمنين .. و من أبرز نساء الإسلام اللواتي روين الأحاديث أمُّنا عائشة رضي الله عنها ..

بعد كل ما سبق طرحه نرى أن الإسلام أفرد للمرأةِ حرية ً كبيرة و قدراً كريماً فتراها معززةً مكرمةً كالملكة لدرجة أن يجعل الرجل يقوم على توفير متطلباتها ففرض عليه القوامة كواجب عليه و جعله حقاً للمرأة ، فجعل الرجل سنداً لها و جعلها سنداً له تتكامل أدوارهما معاً لضمان نشأة أسرةٍ سليمةٍ صحية .

أما لو قمنا الآن بتسليط الضوء على عصرنا الحديث و أخص بالذكر زمن أجدادنا و آبائنا فإننا نرى بلا شك أن لابتعاد الناس عن دينهم و سيطرة العادات و التقاليد دور مهم في عودة تدريجية لبعضٍ من الظلم بحق المرأة فبعضهم حرمها من الميراث و التعليم مثلاً .. بل و سادت زمانهم تلك النظرة الدونية للمرأة فيرونها الضعيفة دائماً ، فتسمع بعضهم يقول أن مكان المرأة في بيتها فقط و وظيفتها خدمة زوجها و إنجاب الأطفال فقط و أن الرجل هو الأعلى سلطة فقط لأنه رجل و يُستثنى رأيها من أي قرارٍ قد يتم اتخاذه ..

برأيي لا يمكن القولُ بإطلاق بضعف المرأة ، نعم قد تقول لي الآن المرأة ضعيفة جسدياً أكثر من الرجل و هي عاطفية جداً مما يؤثر على صحة قراراتها لذا جعل الإسلام شهادة امرأتين بشهادة رجل في المعاملات المالية ؛ لكن ذلك بسبب قلّة احتكاكهن بأمر الكسب و النفقة ففي الغالب احتكاك الرجال بالأسواق و كسب العيش أكثر فأصبح فهنا كان التبرير أن تضل إحداهما فتذكرها الأخرى مع العلم تقبل شهادة الواحدة منهن بوجود الأخرى دون الإدلاء بشهادتها كأنها مقرَّة أي ليست شهادتين بمعنى الشهادتين من كلاهما.

وهذان الجانبان لا يُعبران عن ضعف المرأة بقدر ما يعبران عن اكتمال أنوثتها و إنصافها و هذا لا يُعتبر انتقاصاً من قدرها أبداً .

فالمرأةُ و إن بدا ضعفها بالنسبة للبعض فإنه ظاهري .. و أرى أن بإمكان امرأة واحدة أن تتحكم في مصير أمة ، تماماً كما فعلت أم صلاح الدين الأيوبي بتربية ابنها و صناعة قائد مسلم عظيم منه ، فغيرت تاريخاً كاملاً و أزاحت دنس ال
صليبين عن مسجدنا الأقصى ، " نعم فاليد التي ﺗﻬﺰ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ " كما ﻗﺎﻝ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ

و اليوم بفضل الله نرى أن مجتمعاتنا بدأت تتغير للأفضل من ناحية نظرتها للمرأة ، فلم تعد هذه النظرة كما كانت 

لنقم بنظرة إنصاف الآن .. الضعف من صفات البشر بشكل عام سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً و لكل منهم جوانب قوةٍ و ضعف ، فالمرأة قد تكون ضعيفة جسدياً و عاطفية لكنها في جوانب أخرى قد تكون أقوى من الرجل ، و كذلك للرجل مواطن ضعف ، فالرجل ليس لديه قدرة هائلة على تحمل ضغوط و أعباء المنزل كما المرأة ، فهو قوي في مجالات أخرى سأقول أنها ليست من اختصاص المرأة كالمجالات ذات المجهود العضلي الجسدي 

أما من الناحية الفكرية و التعليمية فنرى اليوم أغلب مرتادي الجامعات من الإناث و نلاحظ أيضاً أنهن أكثر إبداعاً في هذا المجال ، فالمرأة اليوم و بلا شك لها من الحرية قدر كبير ، و لا ننكر أن هذا بشكل خاص في الدول الإسلامية أكثر منها في الغربية رغم الظاهر المخادع في الغرب و مردُّ تلك الحرية في الدول الإسلامية يرجع للدين الإسلامي السائد فيها 

علماً أن الحرية التي أقصدها لا تعني إطلاق الحبل ليصل الأمر إلى الانحلال و الفجور .. فإسلامنا دين وسطيّ يقوم على الوسطية و العدل في كل الأمور 

و أخيراً أقول أن المرأة عنصرٌ مهم من عناصر المجتمع و لها أكبر الدور في نهضته و صناعةِ مستقبله ، فهي تقتحم غالب المجالات بحدود الأدب و الأخلاق لتبقى أنوثتها محفوظة و مكرمة ، تماماً كما يجب أن يكون حال الرجال من اقتحام كل المجالات بحدود الأدب و الأخلاق .. فهُنَّ شقائق الرجال

3/01/2018

مايدوم حال

مايدوم حال
ومايدوم المال
وماتدوم فرحة مرة في الفال
ومصيرها تتحل وتتحسن لحوال
وماتدوم كيّة مشومة 
وماتدوم وجيعة في المكتوب مرشومة
وماتدوم المرارة 
ومايدوم كساد عالصيادة 
ومايدوم الخير للّي ماعطاه
ومايدوم النصح للّي نساه
ومايدوم عرق تسرق للّي كلاه
ومايدوم متع الناس المفكوك للّي غطاه
ومايدوم كلام القلب ماحكاه
وماتدوم دمعة ماتنشحش
وماتدوم عين مغمضة ماتشبحش
وماتدوم ضحكة صفرة ماتغدرش
وماتدوم ثمرة ماتستحقهاش
وماتدوم فرحة الروح ماحستهاش
وماتدوم عشرة ماتتحكاش
وماتدوم محبة ماعشقتهاش
وماتدوم ظلمة بعد الليل
وماتدوم حلمة تنسّي الويل
وماتدوم بكية وفي الجاش غصة تهد الحيل
ومايدوم الظلم والظالم يرجع ذليل
ومايدوم لكثير مدام ماترضاش بالقليل
ومايدوم شبع للملهوف إلي كلى
وما تدوم قهرة الدمار وليعة لبكى
وماتدوم شمس تلمع في جوف السمى
ومايدوم ليوم للّي يجري وراء غدوة وبيه تبلى
ما يدوم حديث أبكم ماتقال
مسيرو يوفى المال
ويقعد الراس عالي بين لجبال
وتدور الدنيا
ومايدوم حال ... محال

2/12/2018

.. ♡ أنا قديسة في محرابك







لمحت في عينيك دمشق
وجنة الله
وماء زمزم الطهور
وأزقة بغداد العتيقة


لمحت في عينيك جمال البلاد
وعطرها الشهي
ونكهة الزهور البرية
روحك تضيئ سمائي
وتروي عطشي


كحزن العراق  
كسقوط غرناطة في ليلة سوداء
كنهاية رجل شجاع في دمشق
..  كخيبة فلسطين بالعرب
أنت في صدري


.. فُراتية الهَوى أنا
أراقص نجوم السماء
أداعب قطرات المطر
أحتاجك كَ حدة الشَوق
كَ قصص عشق خرافية
.. تُباغت الليلّ بالدلال وَ القُبل



كانتكاسة العرب وتواطئهم
أصبحت في قلبي
أسكن فيك كحضارة إغريقية

وحلمت ان التقيك خلف بوابة عشتار واكتبك قصيدة بعطر فرنسي
كتلاوة عشق سرمدية أتلوك
وكغصن لوزٍ أقطف ثمارك
وك قيثارةٍ سومرية تعزف على اوتاري  و تنتشل أنفاسي

كتفاصيل عشق يوسفي أعشقك
♡ أنت راهب عشق
وأنا قديسة في محرابك



2/04/2018

ضمير مستتر

💜فيكَ شيء من سحر القمر ودفىءِ الشمس 

كأنك كوكبٌ فريدٌ يجري في فَلكٍ مستقل، جمعت بين جاذبية الأرض، وجمالِ الزهرة، واستحالة الوصول الى بلوتو

كُنتَ شفافًا جداً الى الدرجة الّتي سمحت للجميع بالنفاذ من خلالك، ورغم ان اعماقك غير قابلة للرؤية إلا انهم خرجوا بثقةٍ أكبر

كنتَ ضميرًا مستترًا في محلِ رفعٍ فاعل، لكل الأشياء الجيدة الّتي يقوم بها الآخرون من حولك

2/01/2018

لحظة تأمّل مريبة

أتعرّفُ على آنهيار العالم في السراويل الممزّقة .. تلك السّراويل بقطع النّظر عن الإدانة فهي تمثّل لي رمزيّا حقيقة العالم ..

 أن نأتي للسّروال الكامل و الجميل و نمزّقه أو نجعله عاجزا عن ستر عوراتنا .. ألا تجدون أمرا ما مُثيرا هنا و يجعلنا نفكّر بآنتهاء دورة العقل ..كأنّنا بصدد عجزٍ تامّ على الإبتكار .. نهاية الخيال .. فلنمزّق هذه السّراويل و نجعل ذلك فكرة من أفكار الموضة ..

أتعرّف على نهاية العالم في المخدّرات .. في العراء .. في الإنهيارات العصبية .. في تفكّك الأسرة .. في نهاية الإيمان بالحبّ ..

أكثر من شخص يقول لي مثلا أنّ صفحتي على الفايسبوك هي الوحيدة الّتي آعترضتهُ تتناول الحديث عن الحبّ كرؤية للحياة بقطع النظر عن صواب أفكارها من عدمه .. و جوابي يكون دوما : هذا دليل الهاوية .. صفحة واحدة بين هذه الملايين ؟؟؟ 

أتعرّف على نهاية العالم في هذا الإنتشار الرهيب للفايسبوك .. نحنُ أسرى هنا .. ففي العولمة المطلقة سيقع سجن كلّ البشر في هذه الفضاأت الإفتراضية .. لا تتوقّعوا أنّ العولمة ستسمح أن يقع تفجيرها من الدّاخل .. بأسلحتها .. 

الفايسبوك هو أحد وسائل الصّراع ضدّ العبقرية .. ضدّ النبوغ .. ضدّ الحقيقة .. و أحد أعظم وسائل التوجيه و الإخضاع و التهميش و التمييع .. و من لا يفهم هذا عليه أن يشرب كوكا كولا و يرقص على نغمات الزّكرة و يركض بعيدا .. بعيدا .. حتى الفناء ..

أتعرّف على تراجيديا العالم في آنتشار الكلام البذيء .. عصبيّة النّاس .. لا مبالاتهم بغيرهم .. تراخي الهمم .. شرود العيون .. و عبوس الوجوه ..

نحن في أقصى المأساة .. تقريبا على الذّروة النهائيّة .. حتّى من يسوّقون لسعادتهم و آنتصاراتهم و رفاهيّتهم عبر الصور الكثيرة على الفايسبوك .. يعلمون جيّدا أنّهم في حضيض المعاناة و أنّهم لا يجدون معنى لحياتهم .. بل يهربون من أنفسهم عبر محاولة إقناع الآخرين أنهم سعداء و موجودون في ذواتهم .. يا للمأساة ..

أتعرّف على حضيض العالم في المقاهي .. في وجوه الشباب بين 16 و 20 عاما .. وجوه لم تعد تحمل معنى ما .. أو روحانيّةً ما .. وجوه بلا عمق .. لا تقول شيئا .. باهتة ، مُريبة ، شاردة .. إنّهم مؤهّلون تماما لأيّ دور : دواعش .. عبدة شياطين .. قوّادي أنظمة .. عملاء للأجانب .. مروّجي مخدرات .. مجرمين بلا شفقة .. يمكن تحويلهم لأيّ مسارٍ قذر خلال 3 أيّام فقط ..

أتعرّف على الإنحطاط الكبير .. في مآلات الثورات .. أحقاد و شتائم و ضغائن و أنانية مطلقة .. و لا شيء غير الشّعوذة : مأساة العقل الّذي بلغ العجز المطلق عن التفكير خارج سجون الآخر .. خارج العولمة .. 

مأساة الإنسان الّذي بلغ الضفّة الأخرى للخراب التامّ ..

ما أحوج البشريّة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى للأنبياء .. نعم .. لا أرى أحدا أو فلسفةً قادرة على إنقاذ البشر غير قدوم النور من جديد .. نور النبوّة .. لكنّ محمّدا فارس الإنسانية قد ختمها من زمان ..

..
يآ الله .. ما أحوجني إليكَ ..



1/18/2018

شتاء بلا دثار




صقيعٌ على مشارفِ الليلِ 
يقضّ ُ مضاجعَ الهوى

ولادثارٌ من حروفِ حنينكَ 
لامواقدُ طيفكَ تدفءُ الشَغاف 

والفقدُ لحنٌ على وترِ المقلِ يعزفُ شلالَ اشتياق 
سيلاً من نارٍ هي اللوعةُ تحفرُ بأزميلِها في الوتينِ غصةً

والجدائلُ ليلٌ ينتظرُ أناملَ بدرَهُ لتنثِرِ الضياء
ومسالكُ قلبَكَ مغلقةٌ تراكمت عليها الأنّات

صمتُكَ ريحٌ تحملُني لمجراتِ التوسّلِ
تصارعُ أعاصيرَ عينيكَ الغاضبةِ على شفا زلةِ الحروف 

ونورُ فناركَ يلوِّحُ لمركبٍ غارقٍ في سندسِ رياضِه 
يتوسَّلُ هِداية َمجاديفَهُ لذكرى دفءِ أليالٍ اقتاتَها الزمن 

ونبضيَ مُحطّمُ الزعانفِ يُناديكَ
قبسَ إنقاذ 

ومسامعُكَ صمٌ ولسانُكَ أبكمٌ ووترُكَ بلا قوس 
غارقةٌ أنا في دوامةِ أملٍ أضاعَ نورُ شمسَهُ 

والعاتياتُ مصائبُ الزمانِ تدكّ حصونَ الأفكار 
تئِنُ الروحُ منهكةَ الليالي تنتظرُ فكَ حصارِ الخصام 

تعتِّقُ خموراً لهواكَ في خوابي أبجديةٍ تختصرُ اسمك 
تتساءلُ عن سرِ أمواجكَ الهائجةِ 
وسرِ الجنونِ الثملِ بكؤوسٍ سُكبت في دروبُ قدرها
عن ذنبِ اللهفةِ في قطعِ عنقِ الوصالِ

أنازلُ عواصفَ الهجرِ وحيتانُ الصدِّ تنهشُ أيامي 
أرفو أثوابَ ألمَ الفراقِ بمسلةِ الصبرِ تضرعات 

ألا ليتَ العطرَ النازفَ في ابتهالاتي يُسافرُ إلى حلمِك
يأتيني باشتياقكَ مواقداً بجمرٍ لاهثٍ دفئاً لشتائي
 لتورقَ أحطابَ عمري بين يديك اخضرار 

La dernière post

منين جات آلو 'Aloo' 9 إجدشي عليك