10/08/2018

شِّتَاءٌ يُشْْبِهُ بَعْضَهُ


أُولَئِكَ الذينَ لَم يَظَلُّوا أَوْفِيَاءَ لِرَذَاذِ المَطَرِ حِينَ يُنْعِشُ التربة العَطْشَى .
وللأوراق التي تَهَاطَلَتْ مِن عَلْيَائِهَا لِتَفْرُشَ الطُّرُقَاتْ .
وَللسُنُونُوَاتِ التي اتَّخَذَتْ من سُطُوحِ البِنَايَاتِ أَعْشَاشَهَا .
والذين اغتروا بالصفاء وتخلوا عن معاطف الحياء 
وسارعوا للشطآن والسرحان والسهر 
لا يَسْتَحِقُّونَ مُقَاسَمَتَنَا فَرْحَتَنَا بالطبيعةِ وَقَدْ ارْتَدَتَ حُلَّةَ الشتاء .

الشِّتَاءُ لا يَأْتِي مُخْتَلِفًا بَلْ يُشْبِهُ بَعْضَهُ

مَن لا يُطِيقُونَهُ قَدْ حَمَّلُوا خِيامهم وهمّوا بالرحيل .
من أرضهم إلى أماكن سَتُصْبِحُ أَرْضَهُمْ 
ومن الطبيعة إلى الطبيعة .
دون أن يُحْدِثُوا جلبةً وغير مخلِّفينَ فراغًا .
الرَّاحِلُونَ من البَدْوِ يَبْرَحُونَ مَوْطِنَ الثلجِ نَحْوَ أَرَاضِينَ تَضْمَنُ لَهُمْ البَقَاءْ .
هَكَذَا وَجَبَ أن يَكُونَ رَحِيلُكَ
بَلْ وُجُودَكَ قَبْلَهُ .
لِمَا لَمْ تُخَفِّفْ وَطْأَ تَجْوَالِكَ بِالجِوَارْ .
لِمَا فَعَلْت ، فَأَنْتَبِهْ ، فَأَلْتَفِتْ ، فَأَرَاكْ . 
أَتَعْلَمُ أَنَّ الشِّتَاءَ كَمَا اعْتَدْنَاهُ خَيَّمَ بَاكِرًا ، افْتَرَشَ المَكَانُ احْتِفَاءًا بِقُدُومِهِ جُلَّ أَوْرَاقِ الخَرِيفْ .
تَلَبَّدَتْ سَمَائِي بِغُيُومِهِ وَتَجَمَّدَتِ الأَحَاسِيسُ مِنَ الصَّقِيعْ .
أَضَعْتُ بَوْصَلَتِي إِلَيْك سَأَنْتَظِرُ حَتَّى يَجِفَّ الحَطَبْ ، عَسَاهُ يَشْتَعِلُ مِنَ الشَّوْق وَيَكُونَ مَنَارَتِي التي تُنِيرُ العَتْمَة وَتَنْتَشِلُنِي مِنَ التِّيهْ .

عَبَثًا كُنْتُ أَتَشَبَّثُ بذكراك هَا أَنتَ تَتَلاشَى ، تُغَادِرُنِي وَلا تَصْمُد تَمَامًا مِثْل الوِشَاحْ الذِي خَاطَتْهُ جَدَّتِي ، تَطَايَرَ مَعَ هُبُوبِ الرِّياحْ .
أَتَعْلَمُ أَنَّ الشَِّتَاءَ كَمَا اعْتَدَْنَاهُ لَيْلُهُ طَوِيلْ .
دُونَ صَخَبٍ مُوحِشٍ ، يُؤْنِسُ مِنْهُ وُجُودُكَ في البَالْ ، قَبْلَ تَغَيُّرِ الحَالْ .

عَلَى زُجَاجِ النافذة رَذَاذُ مَطَرٍ أَتَى مِنْ بَعِيدْ غِبْتَ وَلَنْ تَجْمَعَنِي بِكَ صُدْفَةٌ وَلا مَوَاعِيدْ .
الشِّتَاءُ يُشْْبِهُ بَعْضَهُ ، أَنت فَقَطْ صِرْتُ مِن أَعْوَانِه ..

La dernière post

منين جات آلو 'Aloo' 9 إجدشي عليك