ككل الذين لا عائلة لهم
كبرت وحدي
بلا أم تعانقني عند العودة للبيت..
وبلا أب يقبلني قبل النوم..
وحدها أصابع الحب
تلامس جسدي الصغير
وتداعبه..
ووحده صوت أمي يتكرر في أذني..
كبرت..
كبرت وحدي..
ووحدي إكتشفت
أن الأصابع لم تكن للحب
بل كانت لأبي..
وان صوت أمي أدعية
لن يشفعها لها صدرها أبدا
لامست قدري
ولصقت بي...
ككل الفقراء كبرت
دون ان أتعلّم ركوب الدراجة
ودون أن أتذوق طعم الحلوى الساخنة..
..ودون حذاء
كبرت و عرفت
أن الحافلة أسرع من الدراجة
وأنالسجائر أحلى من الحلوى
وأن كلّ النساء يحلمن بالقفز والمشي و الرقص حفاة..
ككل الذين لا غد لهم
كبرت..
كبرت دون أن أجرب غنج الطفولة..
و طعم الحلم..
وحدي إكتشفت
ككل الذين لم يجربوا الحب
جربت كلّ شيء
القبلة الأولى
العناق الأول
و الحريق..
كل شيء عاديّ مقزز
كلّ شي كان إنتقاما..
لذكريات الطفولة وللفقر
و للذلّ و الظلم
وللغد الذي لن يأتي أبدا
ككل الشعراء كتبت
و إنتظرت مثلهم..
تعاليق حب مشجعة لأستمرّ
لكنهم أوقفونني..
و أنا لم أقف بعد
مازلت أريد أن أستمرّ
رغم أني أعرف أن الغد
لن يكون أبدا لي ..
و بعد غد ليس لي..
لكنّ الأبد سيكون لي..