5/07/2018

-نصٌ بأسلوب


لا تراودنا الأحلام أو الكوابيس حتى...
لا تلتهمنا الأيام والسنوات العجاف أصلا..
نحن من نلهم الحال كحالنا ونبكي ونصنع الدراما ومن ثم نقول ألا يا ليتهم يغتربون عنا.
نحن من نشيد الألم فيُصنع الندم
نحن من نبني للوجع قصرا
ونترك له فصلا
يُكتب من تلقاء نفسه فلا يحتاج لنا أصلا
ولكل دوره..
فيتقنه.

لطالما حلمت بحياة غير هذه الحياة
لا كفرا بنِعم الخالق علي
بل رغبة جامحة تتملكك أن تكون غير الذي أنت عليه
ترى حالك أنك خُلقت أن تكون نصا بأسلوب
لا يهم ماذا قيل في حقك أو عن أي الأمور يسعك أن تمر 
وتنسج من الخبايا ما يسعك نسجه
كل هذا لا يهم ولن يفيد وحتى إن أفاد
فلن يضفي على ملامح وجهك أي تغيير

أنت الساكن في المكنون
أنت المسمى بالمجنون
أنت الذي فوض أمره لصاحب الكاف والنون
أنت الذي لا يسعه أن يكون
أنت المار بكامل السكون
أنت المختلف حتى في الظنون

أنت القاطن ما بين القرطاس والقلم
أنت الذي أدمعت عيناه بكامل الألم
أنت الذي كتبت وكتبت وكتبت 
فرمقتك كل البصائر بالندم

لا ندما على كل غريب قد مر 
لا ندما على ما قرؤوه من أسطر
ولا ندما على ما كان يجب أن يُعبر فلم يُعبر
حروفك التي شكلت كلماتك... دعها هكذا بلا هوية
دعها متنصلة من التحليل
متجذرة بكامل الغرابة والغموض
فلطالما قيل في حق الصورة التي تخصك
أنك غامض بما يكفي
فكن هكذا وابقى هكذا

دعني أخبرك عن الفرصة التي تأتيك إلا مرة
كالموت الذي لا يأتي إلا بغتة
فلا تغتنمها ولا تدري ما الحجة؟
أتراها الحياة زرعت في عقلك فتنة؟
أم أنت الذي اخترت أن تكون في وضع صامت بلا رنة؟

واقع أفقدك كل تلك الأزرار رغم وفرتها وأبقاك مع الماضي وذكرياته 
 !! والماضي لم ينفعك بالمرة

فدعنا من أي ماض قد غمرْنا حالنا فيه
ودفنا العقول هناك بتراب من الذكرى الخاوية
دعنا من يد غمرتنا بالحب يوما
بقدر شوكها المنغرس في الوجدان
دعنا من هم الأنا وتراكماتها التي لا تنتهي
دعنا من حِمل الغير علينا
دعنا من كل سبابة وُجهت صوبنا بلا خشية أو حياء
دعنا من المرآة ولنتركها قليلا
ودعك مني وخذ مني هذا الكلام فحسب
كن انسانا ذو اسلوب ! اسلوب يميزك و كن به راقيا 

5/04/2018

لا بأس !!




تمثّل بعضُ الكلمات نُقطةَ نهاية الجُملة ليصمت بعدها كلّ الكلام ، كما يمثّل بعض البشر نهايةَ الحياة وعندهم تمُوت الحياة ..

وحين تضيعُ الحروف ، ويرحلُ الناس فلابأس! نهايةً لكلّ بدءٍ ، وقطعًا لكلّ استئناف ..

بعدَ بضعةِ عثراتٍ واجهتها على مضمارِ الرّحلة أيقنتُ أنه لا بأس ، لا بأس ببعضِ التعثّر ، كما لا بأس ببعضِ الركون ، ولا بأسَ ببعضِ اليأس مع الأمل ،،
لا بأس ببعضِ التّيهِ في الطّريق ،،

لكن ، حتّى متى تظلّ أرواحنا شاردةً كأمواجٍ ضرّها طُولُ الهجيرِ تنتظرُ أن ترتمي في أحضان شطآن الشوق الدافئة ؟! .


حتّى متى ينبلجُ فجرنا على حين غرّةٍ منّا وغفلةِ سِنةٍ ما حسبنا أنها تسرقُ جذوتنا وتُخدّر معها بقايا شغفٍ عشنا به ؟!

لا بأس ، فالطّريقُ لن يمنحنا مزيدَ فُرصٍ إلا إذا انتزعناها منه ،،

لا بأسَ علينا في هذه الحياة ما دُمنا نسير هل حقًا نسير ؟! أم أننا لا نشعُر حين نقفُ أننا نقف ؟! .. هل نمضي في الطّريقُ قُدمًا ، أم أننا نتراجعُ دون أن ندري حتى نعود لنقطةِ البداية من قديم ؟!

هل العودة إلى نُقطة البداية تمنحنا فُرصة الاختيار من جديد ؟! ،
أعيد القول انه
لا بأس ، على أيّ حالٍ نحنُ نعود .
تلك الرّسائلُ المَنسيّةُ في صندوق أحدهم والتي عانت طويلًا من كثرةِ الإهمال ، لا بأسَ بها ..

لا بأسَ ببضعةِ رسائلَ لن تصل ، أو بكثيرِ رسائلٍ وصلت ثمّ لم تُقرَأ ، نحنُ لا نعيشُ لنكتُب ، ولا نعيشُ ليقرأ أحدهم مطوياتنا المنسيّة .. على أيّ حالٍ ، لا بأس سنكتُب .

لا بأسَ ببعض الرحيل ، كما لا بأسَ ببعضِ الغياب لا جَلبًا لأشواق مَن نُحب ، ولا حاجةً لمذلّةِ سُؤال ، بل التماسًا لحلقاتِ وصلٍ بين ليلِنا وضُحانا ، وطلبًا لاستافقةٍ نُدرك بها بُزوغ فجرنا الآتي ..  !!


5/03/2018

جريمةُ مُجتمعٍ بحقّ فتاة



الفتاةُ ، والمُجتمع
شيئان يُهذّبان طباعَ الانسان : عقائدُه والزّمن 

ومنذ عُصور الجاهليّةِ الأولى كانت النساء عوانًا عند الرّجال لا يملكن لأنفُسهنّ شيئًا ، بل لم يكُن وُجودها يمثّل شيئًا سوى أنّها متاعٌ ومرتعٌ لشهواتٍ حيوانيّةٍ ووعاءٌ يحفظُ النّسل ليُفرغ ثمّ يُعاد ملؤه في أيّما إنسانيّةٍ ورحمة ..

فضلًا عن ذلك هي لا كيان لها ، لا حساب لعقلها ، لأهوائها ، بل لا حساب لها من الأساس
 .. 

ثمّ جاء الدّينُ الحنيفُ ليمحي آثار الجهل والغيّ ، وليمنح المرأة حقها في حياةٍ كريمةٍ ، ويرفعَ مَنزلتها ، يُحيي رُوحها وينهضَ بعقلها لتُثبت المرأةُ للعالم أجمع في عصر صدرِ الإسلام أنّ المرأةَ قيمتها فوق السّحاب تُعانقُ الأُفق ، وأنّ منزلتها فوق هاماتِ كثيرٍ ممن يُسمّون " رجال "

لذا فقد هذّب الدّينُ طباع البشر ليُعلن النّبيّ الكريمُ عن معنىً جديدٍ نزيهٍ لكون النّساءِ عوانًا عند الرّجال لا يملكن لأنفسهنّ شيئًا 

وعلى مدار حقبٍ من الزّمن مُتتالية بزغ نجمُ المرأةِ كحاضنةٍ للأمّة ووليدةَ فجر المُجتمع ، تنهضُ بأعباءِ النّصف الأول لتُقيمَ ذاتها وحياتها لتلد النّصف الآخر فتبدأ رحلةُ التّهذيب والتّقويم على أُسسٍ صحيحةٍ ومنهاجٍ قويم
 ..

لكنّ الزّمن الذي ظننّاه عَونًا للبشريّة يُهذب السلوك ويُجمّل الطباع كان على النّقيض من ذلك فاستفحشت طباع البشر ما إن تخاذلوا عن عقائدهم وتباعدوا عن نهجِ دينهم الحنيف فعاثوا في الأرض فسادًا يُغيّرون المبادئ ويطمسون الحقائق تحتَ مُسمّياتٍ جديدةٍ واهية  

والحقّ أنّهم لم يعودوا إلى ما كانوا عليه من جاهليّة وحيوانيّةِ في العصور القديمة ء وليتهم فعلوا ء ، كما لم يسيروا في درب الإصلاح الذي شرعه لهم ربّهم ، بل اتّخذوا من مُنحيات الطريقين تعرّجاتٍ تُفضي بهم إلى طُرُقاتٍ سوداء مُدلهمّة ،، وانطلقوا في غباءٍ يمزجون اللونين الأبيض والأسود ظانّين أنّ هذا تقدّمٌ وتمدّنٌ وتحضّر لتختلط عليهم الحقائق فلا يتبيّنون الحلال من الحرام ، ولا الخير من الشّر ، ومع آخر قطرات البياض التي غمسوها في وحل الظلام توارت فطرتُهمُ السليمة فانطلقوا هائمين في الأرض ، لا وجهة ولا هويّة ..

و من بين ضحايا التشوّه كانت الفتاة ،، تلك الزّهرةُ اليافعةُ التي حاولت على استحياءٍ أن تنبُت من بين الوحل والطّين لتشقّ طريقها من جديدٍ لعلياء السّماء تنشُدُ الفضاء والسّعة 


من جديدٍ لم تكُن تُمثّل لهمُ الفتاةُ إلا صورةً مُنعكسةً لعُملةٍ صدئةٍ يظنون إلى الآن أنّهم طمسوها لكنّهم ما فعلوا إلا أن غيّروا طلاءها من الخارج وظلّ الدّاخل بخباياه مستورًا كما هو ،، فما آلت إلا أن أصبحت آلةً يضعونها أينَما أرادوا ، غاضّين طرفهم عن كينونة إنسانيّتها وأنّها بشرٌ من لحمٍ ودم ، فحصروا دورها في بيتها تخدمُ الرّجل وتنجبُ الأبناء لتُربي لكنّ المرّة هذه عن جهلٍ وخَيبة 

أما حياتها ، وفكرها ، وعقلُها فلا مجالَ لتفاهاتٍ نحن في غِنىً عنها 
..

وما زاد الطّين بلّةً أنّهم ادّعوا أنّهم يتفانون في سبيل ذلك إسعادًا لها وتأمينًا لحياةٍ مُستقرّة كانوا هم أبعد النّاس معرفةً بها
 ..

وحين بدأت الفتاةُ تعي من أمر دُنياها وحياتها ما تَعي ، تحلُم وتأملْ ، تنشُد المعرفةَ والخبرةَ ، والعلم والاستقلال تهجّموا عليها كأنّما هذا ليس من حقوقها التي كفلها لها الدين وكفلتها لها الإنسانية ، فتشدّقوا أنّ الحُلم عيبٌ في حقّها ومذلةٌ ومذمّةٌ تلتصقُ بها ليُثنوها عمّا طمحت إليه : أن تكون بشرًا يتعلّم ويُقرّر 
..
وعلى النّقيض من هذا فقد سلك قومٌ آخرون الطّريق المُعاكس الذي لم يفترق عن الآخر سوى أنّ سوادهُ أشدّ قتامة 

فتشدّقوا بحُقوق الفتاة ، حقها في حُريةٍ مزعومةٍ بلا رادعٍ من الفطرة والدين ، وحقّها في أن تسيرَ حياتَها دون لافتات توجيهٍ أو إشاراتِ مُرورٍ تُعلمها متى يجبُ عليها الوقوف ومتى يكون التحرّك ، فانطلقت الفتاةُ تحت دعوى التحرّر إلى عالمٍ بشعٍ سلبها براءتها وطمس هويّتها وذهب بعقلها فلا عادت تصلحُ وعاءً ولا غيرَه ، ونبذت الجهل  كما ادّعت  من حياتها لتقع في جهلٍ عميمٍ ألا وهو الجهلُ عن دورها الذي خُلقت لأجله
 ..

ألا عجبًا لهؤلاء القوم ، قومٌ سلبوا حقّ إنسانيّتها ، وقومٌ تركوها صيدًا لمُسمّى الإنسانية 
..

وبينهما ضاعت الفتاةُ حتّى أصبحت همًا للأمّةِ وعالةً عليها لا عائلًا لها ، تحتاجُ أن تُربّي نفسها قبل أن تُربّي النشء وليتها تَعي هذا 

إنّما هي تخرّج لنا دُفعاتٍ من أجيالٍ مُهلهلةٍ تحيا كالحيوان تأكلُ وتشرب وتجري كالمُنوّم خلف شهواتها
 ..

هلّا أدرك القومُ أيّ جريمةٍ يرتكبون بحقّ هذه الأُمة قبل أن تكون جريمةً بحقّ الفتاة وحدها ؟! علّهم يُدركون حينها قيمةَ مكانتها فيقدرون الأمور قدرها ، أو يثوبون إلى رُشدهم




La dernière post

منين جات آلو 'Aloo' 9 إجدشي عليك