لا تراودنا الأحلام أو الكوابيس حتى...
لا تلتهمنا الأيام والسنوات العجاف أصلا..
نحن من نلهم الحال كحالنا ونبكي ونصنع الدراما ومن ثم نقول ألا يا ليتهم يغتربون عنا.
نحن من نشيد الألم فيُصنع الندم
نحن من نبني للوجع قصرا
ونترك له فصلا
يُكتب من تلقاء نفسه فلا يحتاج لنا أصلا
ولكل دوره..
فيتقنه.
لطالما حلمت بحياة غير هذه الحياة
لا كفرا بنِعم الخالق علي
بل رغبة جامحة تتملكك أن تكون غير الذي أنت عليه
ترى حالك أنك خُلقت أن تكون نصا بأسلوب
لا يهم ماذا قيل في حقك أو عن أي الأمور يسعك أن تمر
وتنسج من الخبايا ما يسعك نسجه
كل هذا لا يهم ولن يفيد وحتى إن أفاد
فلن يضفي على ملامح وجهك أي تغيير
أنت الساكن في المكنون
أنت المسمى بالمجنون
أنت الذي فوض أمره لصاحب الكاف والنون
أنت الذي لا يسعه أن يكون
أنت المار بكامل السكون
أنت المختلف حتى في الظنون
أنت القاطن ما بين القرطاس والقلم
أنت الذي أدمعت عيناه بكامل الألم
أنت الذي كتبت وكتبت وكتبت
فرمقتك كل البصائر بالندم
لا ندما على كل غريب قد مر
لا ندما على ما قرؤوه من أسطر
ولا ندما على ما كان يجب أن يُعبر فلم يُعبر
حروفك التي شكلت كلماتك... دعها هكذا بلا هوية
دعها متنصلة من التحليل
متجذرة بكامل الغرابة والغموض
فلطالما قيل في حق الصورة التي تخصك
أنك غامض بما يكفي
فكن هكذا وابقى هكذا
دعني أخبرك عن الفرصة التي تأتيك إلا مرة
كالموت الذي لا يأتي إلا بغتة
فلا تغتنمها ولا تدري ما الحجة؟
أتراها الحياة زرعت في عقلك فتنة؟
أم أنت الذي اخترت أن تكون في وضع صامت بلا رنة؟
واقع أفقدك كل تلك الأزرار رغم وفرتها وأبقاك مع الماضي وذكرياته
!! والماضي لم ينفعك بالمرة
فدعنا من أي ماض قد غمرْنا حالنا فيه
ودفنا العقول هناك بتراب من الذكرى الخاوية
دعنا من يد غمرتنا بالحب يوما
بقدر شوكها المنغرس في الوجدان
دعنا من هم الأنا وتراكماتها التي لا تنتهي
دعنا من حِمل الغير علينا
دعنا من كل سبابة وُجهت صوبنا بلا خشية أو حياء
دعنا من المرآة ولنتركها قليلا
ودعك مني وخذ مني هذا الكلام فحسب
كن انسانا ذو اسلوب ! اسلوب يميزك و كن به راقيا