..عالمنا ، تسوده الحروب و الهموم والأحزان والغموم
حروف كهذه لا يسعها إلا أن تحمل كل المآسي معها مصطحبة بذلك ريح السواد التي
..امتلأت بها صدر وقلب كل واحد منا
فما عاد للفرح من معنى في ظل تواجد من يعكر صفو تواجدنا ..
فعجزنا..
هلكنا..
تعبنا..
وما عاد للعين من متسع للتأمل
ما عاد القلب يحوينا..
و ما للعقل من كينونة باقية للتحمل والصبر، ومكابدة الانتكاسات
ذروتنا تهكمت على أيدي من هم أصغر شأنا إلى أكبرهم ،هم لا يحسون بل بالأحرى هم متغطرسون ّ أنوفهم ما تلمس جبهة أرضهم
..فالأنفاس ضجرت واحتبست
، أصبحت أرواحنا جاثية على مرأى من أبصارنا آيلة للسقوط في حياة برزخية تاركة حياة فانية بالية متدنسة بأفعال من هم مثلنا ، أو بمعنى أدق من هم من بني جنسنا...
، أصبحت هاته الحياة غير سوية... لا تعرف للمساواة طعما ولا للعدل حقه
أصبح الإنسان متخبطا
فإن سعد يوما
فتلك ليست إلا لوهلة فقط ً
فأنت عند التفاتك إلى حال زمانك و أحوال مكانك سواء عبر التلفاز كي ترى مايحدث في العالم أو أمام مرأى من بصرك...ذلك كله يخلف لك لي و لكل الناس سجايا مبهمة ً .. لا تعرف ما لها وما
عليها...
.. فتحتار تلك الأحاسيس ما بين الفرح والحزن ، أحاسيس تاهت بين الحق والباطل
أنت
كانوا قد هنئوك بأناقة حزنك
"فأرثيت نفسك وأجبت بكلمات مغمغمة .. شكرا
كانوا قد رأوا فيك حسن الكلام ، وأنت رأيت في نفسك أصالة الأحزان
وقفت شامخا كالجبل لكنك برهنت لهم أنك كحبات آلمطر..
، هم
أناس جردوك فتركوك في مكانك جاثي الركب
غيروك من سيء إلى أسوء
.. أبكوك
.. ظلموك
حاسبوك ببطش جرمهم
.. بزور قولهم وببهتان زينتهم المنمقة على ألسنتهم
أنت
أثبت لنفسك قبل أن تثبت لمن حولك
.. أنك وفي لحزنك قبل ألمك
أجريت اتفاقا مبرما بينك وبين الحياة أعلنت فيه
لا هجران ولا فراق
... للأحزان والأمان
..أمان القلب بغربة الروح عن الجسد
أنت
..إتخذت الكمان كآلة تعبر عما يدور في خلدك من أحاسيس حفت بك وبصدرك
.. أتقنت العزف عليها وأخرجت ما في جأشك عبر كل وتر من أوتارها
كل من رأى ابتسامتك
..ظن أنك من الهانئين الفرحين
.. عشت مسالما مع نفسك ورغم هذا شهد جسدك غربة
.... لا من هجران حبيب أو فقد عزيز بل
.. بل من انقراض روح تتنفس في دنياك بلا ويلات ٍ
روح ألفت الغربة عن الجسد
... و بقيت هي كذلك تاركة كل عين أصابها الحسد
..روحك أنت عرفت الموت بلا مجيء ملك الموت ليقبضها
، فيا صديقي عش الجنون بشتى أركان تفاصيله ، خاطب تلك الروح التي كلْت بكلمات مملوءة
.. بتلك النبرة المفعمة بالطاقة التي تبتر كل حزن، كل ظلمة عاشت فيها الروح البالية
إياك ، أن تحمل خصالهم و تصبح مثلهم
فبهاته الحال ستصبح ممن يغيث سعادتنه بين سكرات أحزانه...
فإستيقظ من الأحلام السرمدية ، فقد تأخر الوقت ، و لم يعد لروحك ان تتحمل المزيد
ٱنظر لقلبك ، يكفيه نزيفا ،
فلتتخلص من تلك الأمواج العاتية آلتي ترتطم برأسك ، مخلفة لك صداع دائم ، تغوص بك أحيانا في ظلمات و جعك و تسير بك في طرقات بؤسك،
ستندم بلا شك إن تغاضيت عن واقعك .. واصلت الحلم
،فلتسترجع شهيات الوجود و دغدغته الملحة
، اعد تشكيل نفسك
حاول قدر المستطاع
، و إن لم تستطع فحاول الا تبتذلها ابدا بالإحتكاك الزائد بالعالم
و بالحركة
.. و الكلام الزائد و الأشخاص الزائدين
.. لا تبتذلها بالجرجرة هنا و هناك ، و تعريضها للسخافات اليومية
عله آن أوانك أن تشفق على نفسك ولو القليل حتى.. لكي تنهض بها... لن تقول و تبرر أنك ضجرت من حزنك.. كلا .. ستصرخ بأن جنونك أبى هذا الحزن وهوى الفرح و السير على خطى وقع السعادة التي لطالما سمع عنها ولم يرها متجسدة في هذا الجسم الذي قد أخذ من الوهن ما يكفي...
. فلتصطد ابتسامتك لكي ترضي ذاك العقل المشحون بالجنون..فالرتابة نقطة سوداء، فلتمحوها من قاموسك
وإجعل التغييرمنطلقا لتثري به أبجديات حياتك.
المهم. يا صديقي
إن غرض الحياة أن تأخذك في رحلة طويلة متعددة التفاصيل تريد منك أن تعلمك بتجاربها المتعددة والمتكررة قصد صنع شخص لا يعرف طعم الفشل واليأس قط..
فإن وجدت نفسك تعيش بقلب طيب وروح طفل ٍبريء وأنفاس رضيع لا يناهز السنتين وعقل إنسان خاض تجارب عدة ولازال... فحينها لا تتحرج... لا تخبئها ..لا تتهرب
من ذلك الإحساس الذي انعدم في جوف كل واحد منا
أليس من المحزن أن نعيش في عالم لا تشرق الشمس فيه ؟؟
لنتخلى .. لننسى .. لنطلق أجنحتنا و لنولد أنفسنا من جديد .. فلا شيء في الحياة يستحق الحداد ..
لا تمتثل لأوامر تلك النفس التي هزمتها عوامل الدنيا وجعلت من السنين ّ . اياما تمر ّ مر ّالسحاب
.. ٍليال تخط بخطاها نحو المجهول
رغم ذلك كله لا تذعن بسهولة نحو الفشل
افرح،.. لا تجثو على الأرض بل قف وقاوم
، و اعلم أن الحقيقة الجلية هي في إيضاح مسلك دربك
..غيرك سقط أما أنت فلا
اعرف قيمة نفسك .. حدد أهدافك و ارسم طريقك .. أحب الحياة حتى و ان كنت في عالمك وحيدا ....
..إجعل للحياة ديدن جديد ..
.فقدم لنفسك وردة
قدم لنفسك وردة ولا تنتظر من يد أن تهديها لك
.. قدمها لنفسك قبل أن يقدمها إليك أحد ..تنفس الحياة برئتيك أنت
..عش بمبادئك أنت
ساير دنياك بقاموس أنت المشرف على تنميقه و نسجه
ِّقبل أرضك وارفع بصرك ّللسماء وأطلق يديك... وافتح فاهك و عبر ِّ وقل للحياة..
.. إنني أنا .. إنّني إنسان ِ و
الحزن ليس بخليلي